يعتبر الخط العربي من أهم مجالات الفن التشكيلي العربي
نعم يعتبر الخط العربي من أهم مجالات الفن التشكيلي والتراث الفني العربي الإسلامي، فبعد استقرار الدولة الإسلامية بدأ الفنان العربي المسلم في إدخال الحروف العربية في الزخارف لتزيين المساجد، والأبنية والقصور، وقد كانت سمة مميزة للعمارة الإسلامية في ذلك الوقت، وفيما بعد ذلك من العصور.
انتشر الخط العربي جنبًا إلى جنب مع الزخارف النباتية، والحيوانية، والهندسية تحت راية الفن الإسلامي مع انتشار الإسلام، كما أن الخط العربي لم يقف عند حدود الزخارف المرتبطة بالعمارة الإسلامية وحسب، بل امتد للعديد من المجالات الأخرى، فقد استعان به الفنان العربي في تزيين الأواني الخزفية، والخشبية، والأقمشة، والسجاد،
والأواني المصنوعة من النحاس، وغيره من المعادن الأخرى، وقد استخدموا العديد من التقنيات للزخرفة، حيث رسموا، ولونوا تارة، وحفروا فوق الخامات المختلفة تارةً أخرى، باختلاف أنواع الحفر(حفر غائر، وحفر بارز).
يقوم الفن التشكيلي على التشكيل، وصناعة النماذج، فقد تمكن الفنان العربي من دمج الحروف العربية في أشكال مختلفة، معبرة عن مضمون الكلام، وغير مخلة برسم الحروف العربية، فقد تمكن الفن الإسلامي من اقتحام جميع أنواع الفنون المختلفة، وعلى رأسها الفن التشكيلي.
الخط العربي فن تشكيلي من نتاج الحضارة الإسلامية
يعتبر الخط العربي من الفنون الإسلامية الخاصة، حيث أنه نشأ في كنف الحضارة الإسلامية، ونال مكانة سامية لدى المسلمين بسبب ارتباطه بالدين الإسلامي، ولغة القرآن الكريم، ولم يقف الخط العربي لكونه تمثيلًا مرئيًا للكلمة وحسب، بل أصبح فنًا مستقلًا، يستطيع الفنان العربي من خلاله أن يعبر، ويبدع.
يقول دكتور (مصطفى عبدالرحيم) مصرحًا لجريدة (الأنباء الكويتية): (إن الخط العربي هو الفن الوحيد الذي نشأ عربيًا خالصًا، صافيًا نقيًا، ولم يتأثر بمؤثرات أخرى)، كما أن بعض المستشرقين يؤكدون أنك إذا كنت مهتمًا بدراسة الفن الإسلامي، فإن أول ما يمكنك أن تتجه لدراسته هو الخط العربي.
هناك العديد من الخطوط العربية التي استخدمها الفنان المسلم في اللوحات المختلفة سواءًا كانت ورقية، أو من القماش، أو غيرها من المنتجات التي يمكن زخرفتها، ولم يستخدم الفنان خط واحد منفرد، بل بدأ في دمج الخطوط.
بحيث يكون الحرف في ذاته هو وحدة زخرفية، فقد أصبح الحرف على يد الفنان العربي المسلم وحدة تعبيرية، وزخرفية في آنٍ واحد، حتى أصبحت الحروف العربية تمثل فنًا تشكيليًا من خلال تشكيل الجمل العربية بخطوط جميلة، ورشيقة على أشكال مختلفة مثل: (طائر، أو ثمرة فاكهة، أو قنديل، أو حيوان، أو غيرها من الأشكال)، ولا يقع الاختيار على الشكل بعشوائية، بل يكون معبرًا عن المعنى، والمضمون، وهنا تكمن عظمة هذا الفن.
الخط العربي في الفنون الغربية
انتشر فن الخط العربي حتى وصل إلى الفنون الغربية في القرن الثامن الميلادي، فقد ظهر تأثيره في العديد من الأقطار، خاصةً إيطاليا، وصقلية، وإسبانيا، وغرب فرنسا، ومن الأعمال الغربية التي ظهر بها فن الخط العربي:
العملة الذهبية المصدرة عام(757، 796م) باسم الملك أوقا (ملك مرسية)، ويظهر عليها نص مكتوب: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له).
عملة الربع دينار المصدرة عام (1154، 1166م) باسم الملك غليالم (ملك صقلية)، ويظهر على وجه العملة كتابة بالخط الكوفي: (غليالم المستعين بالله).
عباءة تتويج روجر الثاني (ملك صقلية) الموجودة بمتحف القصر بمدينة فيينا بالنمسا، وحوافحها مزينة بشريط مكتوب بالخط الكوفي.
استخدم الفنان جيوتو الخط العربي في لوحاته كعنصر زخرفي.
محفوظ كراسة للفنان بيزانلو في متحف اللوفر بباريس، استخدم فيها الكتابة بخط النسخ المملوكي.
لوحة (تبجيل المجوسي) التي رسمها الفنان (جنتلي دافبريانو)، وكان أحد الأشخاص بها يرتدي وشاحًا مزينًا بالخط العربي.
أنواع الخط العربي
الخط العربي الجاف: الخط الكوفي، الذي ينتمي لمدينة الكوفة بالعراق، حيث يتميز بحروف مستقيمة ذات زوايا حادة.
مواضيع ذات صلة