يعتبر التماثل أحد قواعد الزخرفة
الفن الزخرفي من الفنون القديمة، والمتنوعة في مجالات عديدة، ولكن من أكثرهم شهرة، هو الفن الزخرفي الإسلامي، حيث أبدع المسلمون في مجال الزخرفة، الذي يضم أيضًا قواعد كثيرة، ومن ضمن تلك القواعد، التماثل وهو عبارة عن تشابه أحد الطرفين في التكوين الزخرفي.
وذلك إذا كان التماثل نصفي التصميم، سواء كان دائري أو بيضاوي، أو أي شكل أخر من التصاميم الهندسية، وفي تلك الحالة يكون التصميم متساوي تمامًا من الجانبين، وبتلك الطريقة يكمل كلًا منهما الآخر، ويرتبط معه أيضًا بوحدات متكاملة، وبمعنى آخر يمكن بتلك الطريقة حذف أي جزء من أجزاء التصميم، أو تجزئته، وبتلك الطريقة لا يظهر الشكل متفكك، ومتقطع، وبالتالي لا يكتمل التصميم الزخرفي.
قواعد الزخرفة الإسلامية هي
الزخرفة الإسلامية من أنواع الزخرفة المتميزة جدًا، ويرجع ذلك التميز إلى تركيزهم عليه، فتطورت الزخرفة على يديهم بسبب، تأثيرهم بفكرة تحريم النحت والتصوير، وبالتالي اتجهوا إلى فن الزخرفة بأنواعه، فأبدعوا في ذلك الفن ورسموا له شخصيته وخصوصيته المستقلة، وأصبح الفن الزخرفي الإسلامي فن يُدرس، له شكل وتكوين وقواعد خاصة.
وذلك كان على عكس صورة الفن الزخرفي الهندسي، الذي جعل من الوحدات الزخرفية، عمليات حسابية ورياضية دقيقة، يُراد بها في الأصل التفكير الرياضي، من أجل الوصول إلى المكان والزمان المعين، وعلى الرغم من الاختلاف بين الفن الزخرفي الهندسي، والفن الزخرفي الإسلامي في بعض الأشياء، إلا أنه يؤيد فكرة التفكر من أجل الوصول لحقيقة المكان والزمان.
وبما أن المسلمين ابتعدوا عن الفنون الأخرى خوفًا من حرمتها، وضعوا قواعد ونظم تساعد في الجمع بين الوحدات الزخرفية المتنوعة والمتاحة، بأكثر من شكل متوازن، حتى يتم في النهاية ترتيب العناصر الزخرفية في تكوين واحد، وبأوضاع مختلفة، تُضفي الشعور بالراحة، وذلك ما يحدث عند النظر إلى الفنون الزخرفية القديمة، وفيما يلي سوف نتعرف على تلك القواعد، وإليك هي:
التوازن: التوازن هو الوحدة الأساسية في قواعد توزيع الوحدات الزخرفية، وهو من القواعد الموجودة في كل تصميم زخرفي، فالتوازن وبصفة أدق وأشمل، يعبر عن التكوين الفني الزخرفي المتكامل، وذلك التكامل نابع عن طريق توزيع الوحدات والعناصر الزخرفية، وإيجاد الألوان المناسبة، حتى يتم التنسيق بينها بشكل متكامل، سواء كان في الشدة، أو في الدرجات، يعمل التوازن أيضًا على توزيع الفراغات وتنظيم الحجم والسطوح، والأشرطة والحشوات الزخرفية بين الوحدات، الكبيرة والصغيرة.
التشعب: يُعد التشعب من أحد أهم قوانين وقواعد الفن الزخرفي، وهو الذي استفاد منه الفنان من خلال تأمله للطبيعة الخلابة، وأشجارها وأوراقها، والأزهار والحيوانات، والمياه، ومن كل ذلك قام بتحوير الرسم لكي يعطي في النهاية أشكال جديدة وفريدة، مبنية على تلك القواعد الزخرفية، وينقسم التشعب إلى أربعة أقسام وهي ما يلي:
تعريف الزخرفة
في البداية مصطلح الزخرفة، عبارة عن مصطلح تقليدي قديم، يضم مجموعة كبيرة من التخصصات المختلفة، مثل النسيج، وصناعة الخزائن، وصنع السلاسل والرسم عليها، كل تلك التخصصات عبارة عن حرف يدوية، وكذلك الزخرفة، التي أصبحت الآن فن من الفنون التطبيقية.
فهي علم من العلوم التي تبحث في فلسفة التجريد، والنسب والتناسب، سواء كان من التكوين أو الخط واللون، فهي تعبر عن جميع وحدات الطبيعة، وتحور أشكال الفن الزخرفي، من أجل ترك الفنان في إطلاق خياله وإبداعه، سواء كانت في الوحدات الهندسية، أو الوحدات الطبيعية، وقد تميز المسلمون بهذا الفن من بين جميع الفنون الموجودة سواء في العصر القديم، وحتى الآن،ونرى ذلك الإبداع في قصر الحمراء بقرطبة، والعديد من القصور التي صممت على الطراز الإسلامي.
أقسام الزخرفة
تنوع الفن الزخرفي في العمارة الإسلامية، وأصبحت من الفنون الجميلة التي تبرز التراث الإسلامي، وإبداع الفنان المسلم، وتفننه في الرسم، سواء كان ذلك في القصور أو المساجد، وما إلى ذلك، وتنقسم الزخرفة إلى ثلاث أقسام، وإليك هم:
الزخرفة الهندسية: تعتبر الزخرفة الهندسية، تطوير لفن الزخرفة الإسلامي، وقد استطاع الفنانون المسلمون باستخراج أساسيات الزخرفة، وجعلوا منها عنصر مستقل بذاته، ومتنوع، فالزخرفة الهندسية معتمدة في الأساس على التصاميم باستخدام المربعات، والدوائر، وبقية الأشكال الهندسية، التي تتداخل مع فن الأرابيسك، والأشكال المختلفة من الفسيفساء، كما تم استخدام الزخارف في صنع القرميد، والعقـود المقرنصـة، ونوافـذ الجالـي المثقبـة، والفخـار والجلـود والزجـاج الملـون، والمشـغولات الخشبية والمعدنية.
ولقد انتشرت الزخرفة الهندسية في بلاد الأندلس قديمًا، وذلك كان نتيجة لانتقال الحضارة الإسلامية من بلاد المشرق إلى المغرب الإسلامي، وتميزت الزخرفة الهندسية في بلاد الأندلس بطابعها الخاص، وأكثر ما تميزت به بلاد الأندلس في فن الزخرفة هو الزخرفة المتواجدة على جدران قصر الحمراء في قرطبة.
الزخرفة النباتية: تعتمد الزخرفة النباتية على تكوين مفردات العناصر الطبيعية، كما تُسمى أيضًا بزخرفة التوريق، وهي عمادة الزخارف، ولقد سُميت بهذا الاسم لاعتمادها على أوراق النباتات، واستخدام الزهور أيضًا بأساليب متعددة.
الزخرفة الكتابية: بما أن فن الزخرفة في الأصل من الفنون التي أبدع فيها المسلمون، فقام المسلمون باستخدام الخط كعنصر زخرفي، فكان قديمًا وحتى الآن الخط العربي وسيلة من وسائل العلم، وأصبح أيضًا وسيلة من وسائل الفن والجمال العربي، وذلك بأنواعه المختلفة، سواء كان الخط الكوفي بأنواعه، أو الخط الهندسي، والعديد من الخطوط.
الفرق بين الفنون الزخرفية والفنون الجميلة
هناك العديد من الفروق بين الفنون الجميلة والفنون الزخرفية، ومن أبرزهم أن الفنون الجميلة تعتمد في الأساس على الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي، وذلك ما كان يبتعد عنه الفنانون الإسلاميون في الفن الزخرفي، لتجنب الوقوع في التحريم، ولكن الفن الزخرفي يعتمد بشكل غير دائم على الطبيعة النفعية، والتي تتمثل في النباتات، والحيوانات، وكل ما يخص الطبيعة من
مواضيع ذات صلة