منظومة الالبيري تعريفها شرحها

قصيدة الإلبيري هي منظومة شاملة مكونة من 115 بيت شعري جمع بها الحكم والمواعظ، والنصائح، كان أهل العلم قديما يكثرون من حفظها، لما فيها من الفضائل، فيحث فيها الإلبيري على الزهد، وحفظ الوقت، وطلب العلم، كما أن بها من ترقيق القلب ما يحبب الناس في قرائتها، والطلاب على حفظها، حتى أن العلماء في الماضي كانوا يحثون طلَّابهم على حفظها من أجل شحذ همتهم، وتزويد جهودهم في طلب العلم.

قال الشيخ مصطفى مبرم عن منظومة الألبيري (المنظومة التائية): (من تأمل في أبياته، رأى أنه قد اشتمل من الحكم والمواعظ، والتذكير، وبيان حال الدنيا، وأهمية العلم الشيء الكثير، فإذا اعتنى به طالب العلم، وسمعه ولو سماعاً، فإنه سيحصِّل منه إن شاء الله تعالى خيراً كثيراً).

منظومة الالبيري

من هو من القائل تفت فؤادك الأيام فتا

مؤلف منظومة الألبيري هو إبراهيم بن مسعود بن سعيد التُجيبي الأندلسي، الفقيه والشاعر، والأديب، المعروف باسم (أبي إسحاق الألبيري)، وُلد 375 هـ في حصن العقاب، تميّز في الشعر، كما تبحَّر في العلوم الشرعية، فبجانب كونه محدثاً وأديباً، كان مشغولاً بالتدريس، وتنبيه الناس لترك ملذات الحياة، والعودة إلى طريق الله.

عاصر مجموعة من كبار علماء الأندلس، من بينهم: (العالم الفقيه ابن حزم، وابن زيدون، وابن شُهيد).

ألَّف ديواناً كاملاً مكوناً من 32 مقطوعة وقصيدة، بالإضافة لبعض المقطعات الأخرى التي لم تُدوَّن في ديوانه، وقد تناول ديوانه الوعظ، والتخويف من الموت، والحض على الزهد والتخلي عن الحياة، ومن أهم قصائد ديوانه قصيدته المنظومة: (تفت فُؤَادك الْأَيَّام فتا … وتنحت جسمك السَّاعَات نحتا).

مؤلف منظومة الألبيري هو إبراهيم بن مسعود بن سعيد التُجيبي الأندلسي، الفقيه والشاعر، والأديب، المعروف باسم (أبي إسحاق الألبيري)، وُلد 375 هـ في حصن العقاب، تميّز في الشعر، كما تبحَّر في العلوم الشرعية، فبجانب كونه محدثاً وأديباً، كان مشغولاً بالتدريس، وتنبيه الناس لترك ملذات الحياة، والعودة إلى طريق الله.

عاصر مجموعة من كبار علماء الأندلس، من بينهم: (العالم الفقيه ابن حزم، وابن زيدون، وابن شُهيد).

ألَّف ديواناً كاملاً مكوناً من 32 مقطوعة وقصيدة، بالإضافة لبعض المقطعات الأخرى التي لم تُدوَّن في ديوانه، وقد تناول ديوانه الوعظ، والتخويف من الموت، والحض على الزهد والتخلي عن الحياة، ومن أهم قصائد ديوانه قصيدته المنظومة: (تفت فُؤَادك الْأَيَّام فتا … وتنحت جسمك السَّاعَات نحتا).

شرح منظومة الألبيري

تفت: أي تُضعف، يقول لك الشاعر أن الأيام تُضعفك، وتكسر قواك، وقد قال الشاعر أن الأيام تفت قوى قلبك وليس جسدك فقط، فلا تشعر بما يحدث لك بمرور الأيام والليالي.

كما يشير الشاعر كذلك إلى ما تفعله الأيام في جسدك، فهي تنحته، وتشقه وتُضعفه حتى يضعُف، ويتآكل، وتموت، فاغتنم شبابك، فأنت لا تدري متى نهاية العمر.

المنون: هو الموت، فيقصد الشاعر أن الموت يدعوك في كل لحظة، فيقول ألا يا صاح أنت أريد أنت، أي أنني أريدك لا أحد سواك، وكأن الموت يطاردك، ويقصدك.

معنى البيت: يقول الشاعر أنك تحب عروس (ذات خدرٍ) أي أنها متغطية في خدرها، ومتخفية مثل الدنيا، ولكن بباطنها عيوب، وقد قاطعها، وابتعد عنها (الأكياس) أي العقلاء، وتركوها كما تُترك العروس المذمومة، وزهدوها مقبلين على الدار الآخرة.

يعاتبك الشاعر في هذا البيت، ويُنبِّهك أن الغافل كالنائم يمر الوقت ولا يدري ماذا يحدث به، فانتبه إلى عمرك، واغتنمه، قبل أن تندم بعدما لا ينفع الندم، وكأنه يصوِّر في البيت ما قاله رب البرية في كتابه: (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ)، فالاستيقاظ من الغفلة بعد الموت لن يفيد، انتبه إلى الدنيا، وما تفعله بقلبك.

يظن البعض أن الألبيري كان يخاطب ابنه حينما قال (أبا بكر) في هذا البيت، ولكنه وضع اسماً اعتبارياً وكأنه يخاطب ابنه، أو كأن شيخاً يخاطب تلميذه، وينصحه، فيقول له دعوتك للعلم، وما فيه حظك ورفعتك، فإن عقلت لأجبت.

معنى أبيات تائية الألبيري

الغشاء هو الأوساخ، فيقول لك أن العلم يزيل الأوساخ عن عينيك، وقلبك، فتُبصر الحق، فلن تعرف الحق إلا بالعلم، ولن تسير في طريق الحق إلا إن سلكت طريق العلم.

أي أن العلم يصبح كالتاج على رأسك إذا كنت في وسط جمع من الناس، فلا يهم إن كانت ملابسك مُهترأة، أو كانت متسخة، فالعلم يُزينك، ويكسيك.

ينفعك العلم في حياتك، وبعد مماتك، كما أن ذكرك يبقى أبداً، فانظر للعلماء السابقين وحالهم، فسيرتهم العطرة بقيت لليوم.

العضب المهند: هو السيف الثقيل القوي، وينبو: يضعف، فالمقصود أن العلم هو سلاحك، وهو سلاحاً قوياًن لا يضعف، وتُصيب أهل الباطل به في مقتل، أي في الأماكن التي تودي بحياتهم، وتهزمهم.

يصف الشاعر العلم بأنه كنز لا يخاف صاحبه عليه من السرقة، لأن مكانه العقل، فكيف يسرق اللص ما تحمله في عقلك، فاللصوص لا يسرقون إلا الأشياء الملموسة، كما أنه خفيف الحمل، فأنت تحمل في عقلك مئات الكتب، وعشرات المتون، وتمشي وكأنك لا تحمل شيئاً.

ملخص شرح قصيدة الألبيري

أراد الشاعر أن يُذكِّر الشباب بقيمة الوقت، فبدأ القصيدة بالتذكير بحقيقة الموت، وأنه قادم لا محالة، فيقطع الطريق على الإنسان في أي وقت، فعلى الإنسان أن يغتنم حياته لاكتساب العلم، فالعلم شرف عظيم، يُتوِّج الإنسان في الدنيا، والآخرة بتاج الرفعة، والمعرفة، فالعاقل هو من يترك الدنيا بزينتها، ويتوجه إلى العلم بقلبه قبل عقله.

استخدم أسلوب المخاطبة في قصيدته، وكأنه ينصح ابنه، أو أنه ينصح تلميذه، وقال البعض أن ذلك أسلوباً قد اتبعه لتوصيل رسالته، أما البعض فقالوا أنه كان ينصح إبنه بالفعل، ويوجه له تلك القصيدة العصماء.

ينبه كذلك على ضرورة نشر العلم، فالعلم ينير درب من ينشره، وينقص إذا بخل به حامله، فإن أنت مشيت في طريق العلم وتذوقته، لبقيت حياتك تجري في سبيله، فالعلم ينسر البصيرة، ويهديك ال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *