شعر عن مواقف الرجال في الشدائد

شعر عن مواقف الرجال في الشدائد

شعر عن مواقف الرجال في الشدائد منسوج بكلمات قويّة في التعبير وجزلة في الصياغة باللهجة البدويّة المحكية في شبه الجزيرة العربية، وهي منبع العروبة فقد وُسمت رمال صحرائها بأفعال الرجال مما تغنى به الشعراء، فقال السعودي الأصيل فيصل بن سبيل أبياتاً تصف مواقف الرجولة عند الملمات والشدائد التي أعلمته بالرجال الحقيقيين
لولا المواقف ما عرفت الرجاجيل ** والرجل يعرف بالشدايد والافعال

أنا أشهد إن به ناس وقت البهاذيل ** لاجد وقت الجد تطرى على البال

من يعجبونك في جميع المداخيل ** قوم تعز الطيب من كل مدخال

وترى العمر ما هوب فرق المشاكيل ** والهرج ما يرفع من الناس دجال

بعض الرجال كبار لكن مهابيل ** المرجلة ما هيب بالكبر والمال

وبعض الرجال أجسام لكن تماثيل ** جسمٍ كبير وداخله قلب تمثال

هذا كلام الحق من دون تبديل ** حبيت أقول الصدق والصدق ينقال

هذا كلامي فيه بعض التفاصيل ** شيٍ مجرب ما خرصته من البال

ولولا المواقف ما عرفت الرجاجيل ** وكان استوى بالهرج خايب ورجال.

شعر عن الرجال الكفو

تعتبر قصيدة “جَميلُكَ لا يَجزيهِ شُكري وَلا حَمدي” للشاعر ابن أبي حصينة من أجمل قصائد اللغة العربية الفصيحة التي تم خلالها مدح الرجال الكفو والتغني بجميله وصنائعه النابعة من صدق رجولته، فقال في أبياتها:

جَميلُكَ لا يَجزيهِ شُكري وَلا حَمدي -*-*- وَرِفدُكَ أَغنى قَبلَ رِفدِ ذَوي الرِفدِ

وَتُسدي إِلَيَّ الفَضلَ مِن كُلِّ وجهَةٍ -*-*- وَجاهُكَ بَينَ الخافِقَينِ هُوَ المُسدي

كَرُمتَ فَأَكسَبتَ العَبيدَ كَرامَةً -*-*- َمِن شَرَفِ المَولى أَتى شَرَفُ العَبدِ

وَلَولاكَ لَم يُعرَف مَكاني وَلَم يَطُل -*-*- لِساني وَلَمَ تُخصِب يَفاعي وَلا وُهدي

وَقَد كُنتُ مَقبوضَ اليَدَينِ عَنِ الغِنى -*-*- فَطَوَّلتَ باعي بِالجَميلِ الَّذي تُسدي

وَكَثَّرت حُسّادي وَثَمَّرتَ نِعمَتي -*-*- وَذَلَّلتِ لِي دَهرِي وَأَوضَحتَ لي رُشدي

وَأَغنَيتَني حَتّى كَأَنَّكَ ضامِنٌ -*-*- لِنَسليَ أَلّا يَعدَمُوا ثَروَةً بَعدي

وَقَد كُنتُ في ضَنكٍ مِنَ العَيشِ بُرهَةً -*-*- فَأَصبَحتُ مِن نُعماكَ في عِيشَةٍ رَغدٍ

وَرى بِكَ زندي بَعدَما كانَ مُصلِداً -*-*- وَأَورَقَ غُصني بَعدَما كادَ أَن يُكدي

حَياتُكَ أَشهى في فُؤادي مِنَ التُقى -*-*- وَشُكرُكَ أَحلى في لِساني مِنَ الشَهدِ

فَعِش لا خَلا مِنكَ الزَمانُ وَلا خَلَت -*-*- قَصُورُكَ مِن عزٍّ مُقيمِ وَمِن سَعدِ.

شعر عن هيبة الرجل

تذهب هيبة الرجال أدراج الرياح لصنيع من يدعون الرجولة، ففي كثير من الأحيان نصادف من ينسى هيبة العربي بلباسٍ يخدش رجولته، وهو ما تطرقت له إحدى الشاعرات العربيات في قصيدتها “إذا المرجله لبسة شماغ وعقال” التي صاغها لسانها عندما مصادفها رجلاً استفزها يرتدي التنورة في مجلس الرجال متذرعاً بأنها حرية شخصية، فضاعت في مخيلتها هيبة الرجال، لقول:

إذا المرجله لبسة شماغ وعقال *@* قل للعذارى يلبسنّ العمايم

ما عاد يفرق زول حرمه ورجال*@* دام الفعايل تشبه البعض دايم

المرجله ما هيب كلمه وتنقال *@* وتروح ما راحت هبوب النسايم

وإلا خشونة صوت أو رفع الأثقال*@* أو رزة صدور وفعل الزلايم

ولا هي بعد مفتاح موتر وجوال*@* وإلا ردى لسانن حديثه شتايم

المرجله شيمه عن القيل والقال*@* ورفيع نفسن بالجو حايم

المرجله عقلٍ وزن وزنه جبال*@* ودون العقل وش فرقنا والبهايم

يا مسندي لو مايل الوقت بي مال*@* يا ولد أبويه يا عظيم العزايم

ومن لا عرف ربه في طيب الحال*@* لابد وقت الضيق بالهم هايم

النفس خيل لك إذا كنت خيّال*@* ومن لا قوى نفسه قوته الهزايم

ولا صرت ما تدري لو يش أنت رجال*@* والله خسارة فيك ذبح التمايم

شعر عن الرجل الشهم

إنّ الشهامة من السمات والشيم التي يتزين بها الرجل، فمن وصف بالشهامة كان سليلاً لرجال طيبة المنبت يتقاطع معهم شمائلهم وخصالهم الحميدة؛ وأولها الشهامة التي تغنت بها شعراء وأدباء العرب وحثنا عليها علماء الدين، فقال فيها العالم والشاعر والأديب أبو الهدى الصيادي منذ عدة قرون:
شهامة الطبع قادتني إلى الأدب ….. وعزة النفس رقتني إلى الرتب

وساعدتني يد الرحمن بالخلق الـ ….. عالي الجميل ففيه فزت بالأرب

والحمد للَه لم أحقد على أحد …… والعفو طبعي وذا من جودة لنسب

ولي من اللَه خوف لأحد ولي …….حسن الظنون به في كل منقلب

ولي عن الغير تجريد ولي همم …….. تعلو بأن تنسب التأثير للسبب

وفي مكافأة من أسدى إلى يدا ……… لي نية صححت بالصدق بالطلب

وشيمتي حفظ شان الملتجين إلى …… شأني وإن طال في ذا منهج التعب

وإن ما شاع في الأعجام عن شيمي ….. بالفعل قال به أعلى بني العرب

ومن تشبث بالإنكار عن حسد ….. …… أقر إقراره أقرار محتسب

تعلو إلى صدر ديوان العلا رتبي …… طبعاً وتكبير إن تبقى على الذنب

وفي التواضع لي ذكر محامده ……. جلت وكبر كبير المدح في الكتب

ومذهبي الجود لا عن سمعة وريا ……. بل طبعي البذل والإذهاب للذهب.

شعر عن المواقف والافعال

تعرض ابن الرومي في شعره للرجولة ومواقف الرجال وأفعالهم في كثير مما صاغ لسانه في الشعر، وهو أحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، وكان من أجمل ما قال عن أفعال الرجال التي نحدد خلالها سماتهم ما يلي:
إذا شئت تعرف أصل الفتى – – – أجل لحظ طرفك في منظره

فإن لم يبن لك فانظر إلى – – – أفاعيله فهي من جوهره

فإن غاب عنك بهذا وذا – – – فلا تطلبن سوى محضره

فإن المحاضر سر الرجال – – – بها يعرف النذل من خيِّره

بلوت الرجال وأفعالهم – – – فكل يعود إلى عنصره

شعر عن الرجال العظماء

إنّ عظمة الرجال باباً من أبواب محبتهم لهيبتهم بين العرب، فيستحبّ للرجل أن يكون شهم وكريماً إذا قُصد، وأن يكون سداً منيعاً إذا استجير به، وأن يكون نخيّاً إذا ما رأى ضيماً فلا يسكت عنه، في الآتي قصيدة مميزة للفرذدق “همام بن صعصعة الدرامي التميمي” طالت أبياتها أفعال الرجال الحقيقيين وتغنت بها:

وَإِذا الرِجالُ رَأَوا يَزيدَ رَأَيتَهُم خُضُعَ الرِقابِ نَواكِسَ الأَبصارِ

شعر عن الرجل الأصيل

الرجل الأصيل هو من تحلى بالخلق الحسن والخصال الحميدة، وأصالته على هذا الحال سوف تخلد ذكره ما كتب الله له أن يحيا وإن مات، أجمل ما قال الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري عن خلق الرجال نجده فيما صاغت بنات أفكاره من أبياتٍ مقفاة وموزونة:

يا للرفاقِ لموطن لجّوا به حتى ازدرى اخلاقه فتخلقا

فإذا نزت همجٌ الى طمع نزا اوصَفّقَتْ فيه قرودٌ صفقا

ترك القريبَ من الصلاح ففاته ورجا البعيدَ من الظنون فأخفقا

دبّت عقاربه الى جيرانه اوما ترى بغداد أعدت جِلَّقا

أهل الخورنق والسدير ولو سعوا رفعوا سديراً ثانياً وخورنقا

سبحان من خلق الرجالَ فلم يجدْ رجلاً يحق لموطن أن يُخلقا

ما إن يزالُ مرَّشحاً لأُموره متجبراً أو طامعاً أو أحمقا

وطني وداؤك أنفسٌ مملوءة جَشَعاً فمن لي أن تُبِلَّ وُتفرقِا

بلوى الشعوب مخادعون إذا ادَّعوا للنصح كذَّبتِ الفِعالُ المنطقا

الآن يلتمسون فكّ وَثاقه من بعد ما نزل البلاء وأحدقا

وطني ومن لك ان تعود فترتقي من بعد ما أعيا وعزّ المرتقى

ما إن ترى عينٌ لصبْحِك مَصْبحًا للعاشقين ولا كليلِك مَغْبقا.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *