كلام يطمئن القلب لكل من ضاقت به الدنيا

إذا كان الظمأ إلى الماء يدل على وجود الماء، فكذلك الظمأ إلى العدل لابد أنه يدل على وجود العدل، ولأنه لا عدل في الدنيا، فهو دليل على وجود الآخرة مستقر العدل الحقيقي.

هل تعلمون ما معنى أن الله موجود؟ معناه أن تذوب همومنا في كنف رحمة الرحيم ومغفرة الغفار، ألا يقول لنا ربنا (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) وأن الضيق يأتي وفي طياته الفرج فأي بشرى أبعث للاطمئنان من هذه البشري؟

كلام يطمئن القلب لكل من ضاقت به الدنيا

ولأن الله سبحانه واحد، فلن يوجد في الوجود إله آخر ينقض وعده ولن ننقسم علي أنفسنا ولن تتوزعنا الجهات ولن نتشتت بين ولاء لليمين وولاء لليسار، وتزلف للشرق وتزلف للغرب وتوسل للأغنياء وارتماء علي أعتاب الأقوياء، فكل القوة عنده وكل الغنى عنده، وكل العلم عنده، وكل ما نطمح إليه بين يديه، والهرب ليس منه بل إليه، فهو الوطن والحمى والملجأ والمستند والرصيد والباب والرحاب.

لست تافهاً عند ربك و لا هين الشأن، فقد نفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، و سخر لك أكوانه كلها، و أعطاك التسرمد والخلود، ومنح

من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه أبداً، وسوف يرى الدنيا أياماً يداولها الله بين الناس، الأغنياء يصبحون فقراء، والفقراء ينقلبون أغنياء، وضعفاء الأمس أقوياء اليوم، وحكام الأمس مشردو اليوم، والقضاه متهمون، والغالبون مغلوبون، والفلك دوار، والحياة لا تقف.

ولأن الله موجود فإنك لست وحدك، وإنما تحف بك العناية حيث سرت، وتحرسك المشيئة حيث حللت، وذلك معناه شعور مستمر بالائتناس، والصحبة، والأمان، لا هجر، ولا غدر، ولا ضياع، ولا وحدة، ولا وحشة، ولا اكتئاب، ذلك حال أهل لا إله إلا الله.

كلمات تريح القلب من هموم الدنيا

الدمعة المسكوبة لا تضيع، وإنما هي تفتح نافذة للعاطفة تتنفس منها، والضحكة المريرة تفك ضائقة الروح، والآهة تفرج عن القلب.

ستة أشياء إذا ذكرتها هانت عليك مصيبتك: (أن تذكر أن كل شيء بقضاء وقدر)، (وأن الجزع لا يرد عنك القضاء)، (وأن ما أنت فيه أخف مما هو أكبر منه)، (وأن ما بقي لك أكثر مما أخذ منك)، (وأن لكل قدر حكمة لو علمتها لرأيت المصيبة هي عين النعمة)، (وأن كل مصيبة للمؤمن لا تخلو من ثواب ومغفرة أو تمحيص أو رفعة شأن أو دفع بلاء أشد، وما عند الله خير وأبقى.

قال النبي صلَّ الله عليه وسلم: (إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة نادى منادٍ: ليقم أهل الفضل، فيقومون وهم قليل، فيسيرون سِراعًا إلى الجنة، فتستوقفهم الملائكة وتقول: من أنتم؟ فيقولن: نحن أهل الفضل،

دعاء لمن ضاقت به الدنيا

ربنا ما أتيت الذنوب جرأة مني عليك، ولا تطاولاً على أمرك، وإنما ضعفاً، وقصوراً حينما غلبني ترابي وغلبتني طينتي، و غشيتني ظلمتي، إنما أتيت ما سبق في علمك، وماسطرته في كتابك، وما قضى به عدلك، ربِ لا أشكو ولكن أرجو، أرجو رحمتك التي وسعت كل شيء أن تسعني، أنت الذي وسع كرسيك السماوات و الأرض.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *