كتاب درء تعارض العقل والنقل

يتكون كتاب درء تعارض العقل والنقل من عشر مجلدات كبار وهو من أحد كتب ابن تيمية، فقام شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الصرح العظيم بتبيين أدلة إجمالية وتفصيلية تقوم برفض القاعدة المشهورة التي استطلعها الأشاعرة فقالوا أن إذا تعارض العقل والنقل فيجب الجمع بينهما وذلك مستحيل لأن في ذلك تناقض كبير.

يهتم كتاب درء تعارض العقل والنقل بعلم الكلام.

أو يتم تقديم السمع وذلك أيضًا مستحيل لأن في تلك الحالة يكون العقل هو أصل النقل وفي حالة تقدمه عليه يُحدث ذلك خلل في العقل الذي هو أصل النقل، والخلل في أصل الشيء يُحدث خللًا فيه، ولذلك كان تقديم النقل قدح في العقل والنقل معًا ولذلك يجب تقديم العقل وتأويل النقل.

قد يظن البعض أن محتوى الكتاب يدور حول معارضة ابن تيمية للعقل ولكن هذا غير صحيح لأن في الأصل قام ان تيمية بمناقشة هؤلاء الفلاسفة والأشاعرة بالعقل ولكن العقل الذي لا يتعارض مع الشرع بما أُنزل في القرآن والسنة النبوية، وعلى ذلك بنى رفضه لتلك النظرية بناءًا على العقل.

لماذا ألف ابن تيمية كتاب درء تعارض العقل والنقل

لمناقشة الأشاعرة والفلاسفة والرد على نظريتهم حول تقديم العقل على الشرع.

لقد بني أصحاب هذا القانون نظريتهم على أساس أن العقل هو أساس النقل فبمعنى آخر أن بالعقل عرفنا بوجود الله سبحانه وتعالى وبالعقل عرفنا صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وبالتالي يجب تقديس العقل لأنه إذا تم إلغاءه أو تأخيره عن النقل فيكون ذلك مميت له، قد تبدو تلك النظرية منطقية إلى حدًا ما فلا يوجد ضرورة لإلغاء العقل لأنه الوسيلة التي تحافظ لنا على النقل ولكن في الواقع تعتبر تلك النظرية نظرية تشكيكية في قول الله ورسوله لبعض الأمور التي لا تتوافق مع العقل البشري أو لا يستوعبها.

ولذلك طرح ابن تيمية سؤالًا على أصحاب تلك النظرية وهو هل تقصدون أن العقل هو أداة التفكير؟ فإذا كانت الإجابة نعم فذلك صحيح فجميع المعلومات التي توصلنا إليها لا يمكن لغير العاقل أن يستقبلها، وإن كانت لا وذلك هو المقصد من نظريتهم فتكون تلك النظرية ساقطة لأنها تنص على أن المعلومات العقلية يتم تقديمها على المعلومات الشرعية إذا تعارضت معها لأنها هي التي دلت عليه.

فوائد كتاب درء تعارض العقل والنقل

حارب كتاب درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية أفكار الزنادقة والمعارضيين ولذلك قال عنه ابن القيم: ( واقرأ كتاب العقل والنقل الذي ما في الوجود له نظير ثانٍ)، فجاء الكتاب بمثابة سيف في قلوب من شككوا في الكتاب والسنة وإليك بعض أهم الفوائد المتنقاه عنه وإليك هي:

  • ستعمال قوانين الأشاعرة والفلاسفة نفسهم في بيان بطلان قولهم.
  • ضم عدد كبير من المواضيع التي تناقش القضايا الشرعية.
  • الرد على المعارضين في رد النصوص على العقل.
  • الرد على الأشاعرة والزنادقة.
  • محاربة أهل التحريف والتأويل.
  • البحث في علم الكلام والعقائد.
  • نفي قاعدة أن العقل أصل النقل.

هل الأشاعرة يقدمون العقل على النقل

وضع الأشاعرة فرضية تُسمى الفرضية الغائبة ومن الأصول التي بنوا عليها هذا القانون فرضيات التعارض بين المعلومات العقلية والنقلية وقالوا أن هذه الفرضيات جميعها فرضيات مستحيلة القبول إلا واحدة فقط وهذه الفرضيات هي:

  • فرضية الجمع بين العقل والنقل وذلك مستحيل ويُعد من النواقض.
  • رد النواقض وذلك مستحيل لأنهما لا يردان ولا يجتمعان.
  • رد المعلومات المبنية على العقل وذلك مستحيل لأن أصلها النقل.
  • رد المعلومات النقلية وهي النظرية الوحيدة المقبولة لديهم

ملخص كتاب درء تعارض العقل والنقل

جمع ابن تيمة رحمه الله الأسباب التي دفعت المتكلمين والفلاسفة مثل أرسطو وغيرهم بتعارض العقل مع النقل الشرعي وحددها في عدة أمور في الكتاب وهي تلخيص مُبسط لما يتناوله الكتاب في هذا الموضوع وإليك هي:

  • تحديد المصطلحات المعروضة من الأشاعرة وما تحمله من معاني لمناقشتها.
  • تحديد نقطة الجهل بالميراث النبوي الموجود في الكتاب والسنة النبوية.
  • عدم التفرقة بين العقل القطعي الصريح وبين الدلالات العقلية.
  • وضع الأدلة التي وضعها الفلاسفة للمناقشة والتحليل.
  • توضيح المعارضة بالأمثلة العقلية للتسهيل على القارىء.
  • وضع منهجية في إثبات وجود الله للمتكلمين.

من هو ابن تيمية باختصار

هو تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني، ولد شيخ الإسلام ابن تيمية في حران في العاشر من ربيع الأول عام 661 هجريًا، بعدها سافر به والده إلى دمشق تلقى ابن تيمية العلم على يد والده وعلماء آخرين منهم شرف الدين المقدسي والإمام الشافعي وتقي الدين وإبراهيم بن علي الصالحي الحنبلي وغيرهم من المشايخ الكرام، وتوفي في التاسع من جماد الأخر في عام 728 هجريًا، ولقد اشتهر ابن تيمية بعدة أمور وتميز بها وإليك هي:

  • تعمقه في مسائل علمية سببت له العديد من العدوات.
  • الرد على الزنادقة والساقطين من خلال مؤلفاته.
  • سرعة حفظه وإدراكه لما يسمع ويقرأ.
  • قوة تأثيره وحجته على الغير في الحق.
  • الحفاظ على الوقت منذ الصغر.
  • تعمقه في علوم المنقول والمعقول.
  • تعمقه في المسائل العلمية والعملية.
  • نهيه عن المنكر وأمره بالمعروف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *