قصص عن مصاعب الحياة

قصص الحياة كثيرة ومؤلمة، فـدائمًا ما نواجه الكثير من لحظات الحياة الصعبة، تختبرنا الحياة، وتضع أمامنـا مزيدًا من العقبـات، لترى مدى شجاعتنا وتمسّكنا بـالأمل، ومن بين أجمل القصص الواقعيّة عن تحديات ومصاعب الحياة ما جمعناه في سطورنا التالي

عن مصاعب الحياة

تعود تلك القصة الواقعيّة لـ البطل “نيك فوجيتش”، ولد نيوكلاس الصبي الأسترالي دون أطراف لا أرجل ولا ذراعين، وهـو الأمر الذي لم يَقدر والدي نيوكلاس على استيعابه، مع ذلك فقد بذلا كلاهما قصارى جهدهما لمساعدة نيك في العيـش كـشخص طبيعي.

بمجرد أن بلغ نيك سن الثامنة بدأ في رؤية مستقبل مظلم يشوبه السواد من جميع النواحي، حتى أنّه حاول الانتحار في سن العاشرة، نعم فقد دخل نيوكلاس في حالة من الاكتئاب الحاد، فقد أحسَّ بـالعجز، إلى أن صادفته قصة الرجل المعاق الذي يواجه الصعوبات التي فرضتها عليه الحياة.

تحوّل نيوكلاس منذ ذلك الحين وبدأ في مواجهة عقباته الجسديّة، في محاولة منه لاكتشاف قدراته الأخرى التي قد منحها الله إياها، ومن هنا تحولت حياة نيك فقد تعلم الكتابة بواسطة أصابع قدمه اليُسرى عن طريق

جهاز مُخصص يُعلق في إصبع قدمه الكبير، كما أتقن استخدام التكنولوجيـا، والكتابة على الكمبيوتر، والرد على الهاتف والكثير من العادات اليومية الطبيعية.

قوة الإرادة والتصميم

تحكي تلك القصة عن شخص يُدعى دبليو ميتشل، يبلغ دبليو من العمر الثامنة والعشرين، وكـغيره من الشباب يعيش دبليو حياته، ويطمح بتحقيق أحلامه، إلى أن وقع حادثًا مروعًا مع دبليو أدى إلى سحق الكوع والحوض، وبعضًا من حروق الدرجة الثالثة التي تُغطي ثلاثة أرباع جسده.

عند وصول دبليو إلى المشفى، لم يكن الأطباء متأكدين من احتمالية بقائه على قيد الحياة، وبالرغم من صعوبة الحادث وقسوته كُتب لـ دبليو عمرًا جديد، وبدأ في التأقلم مع حياته الجديدة،

ولكن لم يستمر الأمر هكذا بل صادف دبليو حادثًا مروعًا مرة أخرى، ليُصاب بعدّة كسور شديدة في العمود الفقري، جعلت منه قعيدًا لا يمكنه المشي مرة أخرى.

وبالرغم من شدة مصاعب الحياة التي واجهها دبليو بمفرده إلا أنّه أبهـر الجميع من شدة أمله وطموحه وتفاؤله، وظل مُثابرًا حتى تعجب البعض من منطقه، إذ قال أنّ بعض التغييرات الغير متوقعة هي مجرد نقطة انطلاق وبداية جديدة.

قصص عن الأمل وعدم اليأس

تروي القصة عن العالمة “تمبل جراندين” وهي امرأة تبلغ من العمر 60 عامًا، كانت تمبل تُعاني من مرض التوحد وتحديدًا “متلازمة أسبرجر”، إذ تحكي تمبل عن طفولتها المختلفة عن أي طفل في عمرها.

وتقول “قد نطقت أولى كلماتي في سن الرابعة، وبدلاً من اللعب بـالألغاز كـمعظم الأطفال كنت أمضغ قطع اللعب وابصقها على الأرض، وعلى قول الأطباء أنّهم رؤا أنّ مصير حياتي هو دار رعاية المسنين”،

ولكن لم يبلغ تمبل أي يأس ولو بسيط، واليوم نجد تمبل ضمن أشهر علماء مجالها، إذ أصبحت تمبل أستاذة في علم الحيوان بجامعة كولورادو.

كذلك كتبت العديد من الكتب والمقالات في دراسة سلوك وعقل الحيوانات، ولعلها أكثر الكتب مبيـعًا، كما قدّمت تمبل تصميم مزارع الماشية، وتسهيل فهم سلوك الحيوان،

عُرفت تمبل أيضًا على الصعيد الوطني وتم استضافتها في أحد البرامج التلفزيونيَّة كـ ناشطة لامعـة في حركة حقوق الحيوان وحقوق أصحاب التوحد.

مع العلـم أنَّ رغم مرض تمبل بـ التوحد فقد تحدت كافة مصاعب الحياة، وكانت تملؤها طاقة من الأمل وعدم الاستسلام لواقعها الحاضر،

إذ تمكّنت تمبل أن تُسطّر أسمها ضمن أهم وأشهر أساتذة وباحثين عصرها، بل تفوقت على أفضلهم، فقد كتبت العديد من الكتب والمقالات عن مرض التوحد.

وفي عام 2010 قد صدر فيلمًا يُحاكي تاريخها وسيرتها الذاتية، وبفضل تمبل قد استطعنا اليوم فهم طريقة التعامل مع مصابين التوحد، واستيعاب شخصيتهم ووجهة نظرهم للحياة، لمساعدتهم في اتباع أسلوب حياة أفضل.

قصص واقعية من الحياة مؤثرة

عادةً ما تُصادفنا بعض القصص التي تترك أثرًا في نفوسنا، إذ يكون المغزى منها عميقًا، ودرسًا يُستفاد به، وواحدة من تلك القصص المؤثرة هي قصة راندي باوش الذي لطالما كان يحلم بتحقيق أحلام طفولته، ولـكن لم يسمح له القدر بذلك، ليُلقي كلماته الأخيرة قبل وفاته بـ أجعل أحلام الطفولة تتحقق.

تأتي القصة بعنوان البطل الحقيقي وهو “راندي باوش” ذلك الأستاذ الجامعي في علوم الكمبيوتر، إذ علم راندي حقيقة مرضه وإصابته بـ سرطان البنكرياس، ليأتي عام 2007 ويُلقي باوش محاضرته الشهيرة بعنوان “المحاضرة الأخيرة: حقًا حقق أحلام طفولتك”.

حيث أصبحت تلك المحاضرة واحدة من أكثر مقاطع الفيديو مشاهدةً، على منصة يوتيوب الشهيرة، إذ ناقش باوش في تلك المحاضرة سؤالاً محددًا ألا وهو “ما هو المبدأ الذي ستحاول إيصاله إلى العالم، إذا كنت تعلم أن لديك فرصة أخيرة للقيام بذلك؟”

كان باوش متأثراً بمرضه ويرى أنها فرصته الأخيرة للعيش، وكأنه يشعر بموعد موته فناقش في محاضرته الأخيرة أحلامه التي لطالما راودته في طفولته، وأهمية الحلم وضرورة تحقيق الرغبات في خطابٍ مليء بالفكاهة والتفاؤل.

بدأ راندي في سرد أحلامه قائلاً “لطالما حلمت أن ألعب في الدوري الوطني لكرة القدم، والدخول في موسوعة الكتاب العالمية”،

وتابع كلامه قائلاً “كل جدار من الطوب موجود لسببٍ محدد، ليس لاستبعادنا من شيء ما، ولكن لإتاحة الفرصة لنا”، وأخيرًا وبعد سرد أحلامه لنا ومدى تفاؤله قد توفي باوش بالفعل عام 2008 عن عمر يُناهز الـ 47 عامًا.

ضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *