يقوم بناء العمل الفني على عاملين

الفن من الأشياء المهمة في حياتنا وخاصة للأشخاص الذين ينشدون الجمال في كل شيء في حياتهم والأشخاص المغرمون بالتأمل لأجل البحث عن جمال وقيمة ومعنى، فتراهم يبحثون عن الأماكن الخضراء والبحار والتجارب الجديدة، وكذلك الفن والمعارض الفنية التي تعرض الفنون المختلفة مثل الفن التجريدي والتكعيبي والفنون الإسلامية والمسيحية وأي شيء قد يوجد فيه جمال وقيمة ومعان جديدة.

في خضم بحثهم فهم يبحثون عن عمل فني متقن الصنع، بنائه لا غبار عليه في عناصره، قد تستغرب الآن من إطلاق فكرة البناء على الفن، ولكن لن أدعك تستغرق في هذا التخيل كثيرًا فالعمل الفني ما هو إلا كالبناء تمامًا، له أساسات وأعمدة يقوم عليها وعناصر يمكن تمييزها بعد إنهائه مثل البيت الذي يقوم على قاعدة.

يقوم بناء العمل الفني على عاملين

ثم ترتفع الأعمدة حتى تظهر ملامح البيت وتظهر عناصره الجميلة، وهكذا الفن بمختلف أنواعه لا يبدأ الفنان في الرسم إلا بتصور معين لبناء لوحته، ثم يبدأ في الأساس الذي سيبني عليه ومن ثم استكمال اللوحة وظهور معالمها في شكلها النهائي.

كما ذكرنا أن العمل الفني مثل بناء البيت يقوم على أساسات معينة، فإن بناء العمل الفني يقوم على عوامل كثيرة ومختلفة، حيث في الفنون المرئية توجد عناصر فنية ومبادئ حيث تعمل جميعها كإرشادات أو أدوات لإنشاء الأعمال الفنية بالإضافة إلى فهم الأعمال الفنية أو تحليلها، ومن هذه المبادئ التوازن والوحدة والتنوع والنسبة والمقياس والإيقاع.

الشكل يقوم عليه بناء العمل الفني

تعتبر الأشكال في الأعمال الفنية هي لبنات البناء، حيث لا يمكن لأي فنان أن يبدأ عمل فني دون رسم الخطوط والأشكال الرئيسية التي ستكون مطلوبة أولًا في العمل الفني ومن ثم توسيعها أو الإضافة عليها، وبما أن الأشكال هي اللبنات فإننا يمكننا تحليل أي عمل فني من الأشكال السائدة.

تختلف الأشكال التي يتم استخدامها في الفن بحسب نوع الفن المرسوم، فالفن الإسلامي يكون له تصميمات مختلفة عن الفن المسيحي والأوروبي، كل فن حسب المعتقدات الخاصة بأهله، فمثلًا الفن الإسلامي لا يمكن استخدام فيه الصور البشرية لأن هذا شيء ينافي المعتقدات في حين أنه يتم استخدام الأشكال الهندسية والنباتية والحيوانية بكثرة، على عكس الفن المسيحي فيمكن استخدام الصور البشرية المرسومة فيه بشكل طبيعي دون أي مخالفة في المعتقد وهكذا، كما أن الأشكال المستخدمة في الفن تتنوع بشكل عام.

هناك أنواع كثير من الأشكال التي يتم استخدامها بحسب طبيعة الفن ونوعه ومنها الأشكال العضوية وغالبًا ما يتم الإشارة بهذا المصطلح إلى الشكل الحر وغير المنتظم أو غير المتماثل والشكل الحيوي والطبيعي،

وغالبًا ما تكون هذه الأشكال صدىً للأشكال التي نراها في البيئة الطبيعية مثل الحيوانات والنباتات، وغالبًا ما تشتمل خصائص الأشكال الطبيعية على منحنيات وانسيابية أكبر في حوافها ومخططاتها.

يمكننا أن نرى هذه في منحنيات حواف الزهرة أو حواف الصخور أو السحاب الناعم المتبلور في السماء، والنوع الآخر من الأشكال والذي يستخدم بكثرة في الفن الإسلامي وهو الأشكال الهندسية المختلفة، والأشكال الهندسية غنية عن التعريف ولكن لا يتم استخدامها بصورة فردية بل تتداخل مع بعضها البعض في شكل متناغم ومتكرر فيعطي شكلًا رائعًا ومدهشًا وهذا أكثر ما يميز الفن الإسلامي من الأساس.

مواضيع ذات صلة

اللون يقوم عليه بناء العمل الفني

إن الألوان من أكثر الأشياء التي تلفت نظر المشاهد في اللوحة الفنية لأنها تكون الأكثر ظهورًا في الصور، كما أن الألوان لها قدرة على التأثير بشكل كبير على عواطفنا ومزاجنا وحتى على شهيتنا، فلون الطعام هو أول شيء يلفت النظر وإذا لم يعجبنا اللون تأففنا منه وهكذا الأمر في كل شيء،

لذلك كان اللون من أهم العوامل في أي بناء لأي عمل فني والفنانون على دراسة بهذا فهناك علم نفس للألوان حيث يقومون باستخدام ألوان معينة بناءً على دراسات محددة معروف أن لها تأثير على عادات المستهلكين.

يستخدم الفنانون لاختيار الألوان بسهولة عجلة للألوان، حيث أن عجلة الألوان تستخدم في تصنيف الألوان لثلاث فئات أساسي وثانوي وثلاثي، وذلك من خلال رسم خط منتصف عجلة الألوان، ومن خلاله يمكن فصل الألوان الدافئة وهي الاحمر والبرتقالي والأصفر عن الألوان الباردة وهي الأزرق والأخضر والأرجواني،

ومن المهم للفنانين فهم وتمييز درجات حرارة الألوان لأن الألوان الدافئة ترتبط عادة بالطاقة والحركة بينما ترتبط الألوان الباردة بالسلام والصفاء، ويستخدم الفنانون عجلة الألوان أيضًا لإنشاء نظام الألوان والذي يجب أن يكون إما مكملًا أو مشابهًا أو ثلاثيًّا.

عوامل أخرى تؤثر في العمل الفني

كما أن العمل الفني يقوم على عاملين رئيسيين وهما الشكل واللون، فإن هناك عوامل أخرى كثيرة تؤثر في العمل الفني وفي مظهره النهائي أي الشكل الذي سيظهر للجمهور، وحتى يظهر العمل الفني بصورة مميزة لا بد أن يكون الفنان على دراية بهذه المؤثرات والتي عند تناغمها مع بعضها يظهر العمل بصورة لا غبار عليها ومن هذه المؤثرات:

التعبير: التعبير هو عبارة عن تصور الفنان للعمل الفني وكيفية ترتيب عناصره في اللوحة، حيث أن عناصر كل لوحة لا بد أن يرتبها الفنان قبل البدء

في الرسم حيث ينشئ تركيبًا تسلسليًّا هرميًّا داخل العمل وهذا ما يخبر المشاهد بالأهمية النسبية للصور والعناصر المضمنة، وهناك أمثلة كثيرة على هذا فمثلًا التراكيب المتماثلة تعطي للمشاهد إحساسًا بالاستقرار أما التراكيب غير المتماثلة تعطي إحساسًا بالحركة نظرًا لأن عناصر التكوين غير متوازنة.

الخطوط: الخطوط والأشكال مترابطان، ولديهما الكثير من الصفات المتشابهة، والخطوط في اللوحة تعمل عمل الموجه حيث تعتبر مسارًا يمكن تحديده وإنشاؤه بواسطة نقطة تتحرك في الفضاء

ومع ذلك يتعلق الأمر باستخدام عنصر تصميم الخط، وتختلف الخطوط المستخدمة في العرض والطول والاتجاه عند استخدامها بشكل استراتيجي، حيث يمكن لهذه الخطوط أن تثير ردودًا نفسية في نفس المشاهد وعينه، فالخط المستقيم يبحث الراحة والسهولة أما الخط المسنن يبعث القلق والاضطراب والتوتر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *