هل نقط الياء في خط النسخ تكتب منفردة
تم تطوير الخط النسخ والثلث في عصر الدولة العباسية، وترتكز قواعد خط النسخ على أربعة عناصر:
- النقطة المعينية.
- الألف.
- الدائرة.
- نظام التشابه.
وخط النسخ هو أحد الخطوط العربية المستعملة في النسخ والنقل خاصة في الجزء الشرقي من العالم الإسلامي، وخاصة في كتابة المصاحف منذ القرن الرابع وحتى اليوم.
ويتميز خط النسخ بانه خط كامل ومعتدل وواضح ولا يحدث لقارئه أي التباس أو تشابه في الحروف، وإذا تم ضبط حروف خط النسخ فيكون كامل يتفوق على جميع الخطوط الأخرى، يُشبه خط النسخ بالكوفي والثلث حتى انه قد اُختلف في أصل الخط النسخ وقيل أنه أُخذ من الخط الكوفي وأن الذي نقله هو الوزير ابن مقلة، وقيل أن من نقل الخط النسخ هو الشيخ حسن البصري، ولكن يرى الآخرين أنه لم يوجد دليل على تفرع خط النسخ من الخط الكوفي.
بل أن خط النسخ وُجد من قبل عصر النبوة وكان متداول في عصر صدر الإسلام لتدوين الدواوين والمراسلات، ولكن ابن مقلة قد ضبطه وجوده وجعله مميزًا، وقد خصص خط النسخ لكتابة الكتب في القرنين الثالث والرابع.
ومن ضمن مميزات خط النسخ أن نقاطه تكتب منفردة بشكل هندسي (المعين)، سواء كانت نقطة أو نقطتين أو ثلاثة نقاط، فإن النقط لا تشتبك مع بعضها البعض بل تكتب منفردة كل نقطة على حدى.
في القرن العاشر تم تطوير خط النسخ مرة أخرى واستخدامه لنسخ الكتب وخاصة القرآن الكريم، وتم تحسينه فيما بعد على يد أستاذ الخط الإسلامي “سيح حمد الله” في عهد الدولة العثمانية.
وخط النسخ مميز يأن حروفه مرسومة قابلة للقراءة، وهو يستخدم في النصوص والنقوش الطويلة.
عند رسم حرف النون منفردًا بخط النسخ فإنه ينزل عن السطر
لأنه عند رسم حرف النون في خط النسخ منفردًا، نبدأ في رسم سن عريضة وهي بمثابة الرأس وبعدها يتم رسم تقوس للأسفل طويل قليلًا، ثم تدوير صغير إلى الأعلى.
وهذا التقوس للأسفل هو ما يجعلها تنزل عن السطر، ويشبه رسم حرف النون في خط النسخ رسم حرف الباء، حيث ترسم الباء بسن عريض بمثابة رأسها وبعدها تقوس للأسفل بمثابة الجسم، وفي النهاية تدوير صغير للأعلى وهو نهايتها.
وتختلف النون عن الباء في الرسم بأنه النون لها بداية تشبه حرف الباء إلا أن السن يكون أطول قليلًا من الباء، والقوس أقل، والجزء المدور أعلى من الباء وأقل ارتفاعًا في السن.
وبسبب هذه الدقة وإتقان الرسم فتتميز حروف النسخ باللطافة والوضوح واعتدال النسب بها، حيث يُقاس رسم الحرف بقواعد منها النقاط المعينية، فعلى سبيل المثال عمق حرف النون أو الدائرة في حرف النون تقاس بثلاثة نقاط معينية فإن زاد رسم التدوير عن ذلك كان الحرف غير متزن شكليًا ولأصبح يشابه حرف الباء.
فقد وضع الخطاطة القدماء قواعد بالنقط لخط النسخ وهذا على غرار خط الثلث، فطول حرف الألف جُعل بأربع نقط وعلى هذا المنوال كانت باقي الحروف فحرف الحاء يرسم بأربعة نقاط وهكذا في باقي الأحرف.
وخط النسخ يساعد الكاتب على السير بقلمه بسرعة أكبر من خط الثلث، وذلك بسبب صغر حروفه وتلاحق تماد الحروف مع المحافظة على التناسق لذلك فقد شاع النسخ في نسخ الكتب والمؤلفات.
فالألف المفردة لا تروس، بينما تروس الكاف المفردة والمبتدأة، وتُطمس فيه حرف العين والغين وكذلك القاف والفاء، وتضاف شظية دقيقة في اللام المفردة، بينما الميم تكون مطموسة في الرأس، ولا تقتصر كتابته على أن تكون الحروف صغيرة دقيقة فقط، بل أنه يمكن كتابة حروف كبيرة ولكن مع مراعاة القواعد. [3]
رسم الجزء الثاني من حرفي ص ض بخط النسخ فوق السطر
حرف الصاد ضمن الحروف النازلة عن السطر، بينما الحروف المستقره على السطر في خط النسخ هي:
- حرف الألف.
- الباء.
- الدال.
- حرف الطاء.
- حرف الفاء.
- الكاف.
- حرف الهاء.
يُرسم حرف الصاد في خط النسخ على ثلاث حركات، أولها هو البدأ من عند السطر بخط مائل يذهب إلى اليمين ارتفاعًا يسير، ثم النزول بمقدار نقطة مائلة، ثم الخط وهي تكملة حرف الصاد التي تستقر على السطر، ومن ثم نرسم حرف النون دون النقطة.
فحرف الصاد عبارة عن 3 حركات ثم حرف نون، ولذلك فإن الصاد غير مستقرة على السطر لأنها مُلحق بها حرف نون وهو من الحروف النازلة عن السطر بالأصل.
عند كتابة حرف ل في نهاية الكلمة بخط النسخ فإنه
يرسم حرف اللام بمزيج من حرفي الألف والنون، حيث يرسم حرف الألف في خط النسخ بأنه يرسم بميل إلى اليسار مقداره ربع نقطة وبقياس 5 نقط للارتفاع، ومن ثم يُرسم حرف النون بدون النقطة ونكون قد رسمنا حرف لام بخط النسخ.