ما هو فن الماريونيت

الماريونيت أو ما يطلق عليها فن الدمى ، هي عدة أشكال من شخصيات الدمى التي يتم التلاعب بها من الأعلى بواسطة سلاسل أو خيوط متصلة بعنصر تحكم ، يتم ربط الأوتار في تسعة أماكن في الدمى : على كل ساق ، يد ، كتف ، أذن وعند قاعدة العمود الفقري بإضافة سلاسل .

هي الدمى المتحركة التي يتم صنعها ويتم التحكم في حركاتها بواسطة أحد الأشخاص بالأسلاك أو الخيوط أو العصا ، ومن الممكن ان تكون تلك الدمى نباتًا أو حيوانًا أو إنسان ، ويتم عمل مسرحيات خاصة بها يطلق عليها عروض الماريونيت أو مسرح العرائس ، ويطلق على الشخص الذي يقوم بتحريك الدمى في العروض وتأدية صوتها اسم ” محرك الدمى ” ، ويقوم بذلك من خلف ستائر أو غطاء أسفل أو أعلى المسرح .

ما هو فن الماريونيت

كما يطلق على مسرح العرائس أو الماريونيت عدة أسماء منها مسرح الكراكيز ، مسرح الأراجوز ، مسرح قرقوش ، ومسرح الماريونيت ومسرح قره قوز .

تاريخ فن الماريونيت

في بدايات القرن التاسع عشر كان لفن الماريونيت مكانًا معروفًا ولكن لم يتم تطويره بشكل كامل ، فقد كان يسيطر على العرائس قضيب حديدي بدلاً من الأوتار وكانت تشتهر في صقلية وأماكن أخرى ، وكان شائعًا في أوبرا القرن الثامن عشر أوبرا الماريونيت التي تعتمد على ألحان ملحنين مشهورين .

ومن أشهر عروض الماريونيت عرض ” بونش أند جودي ” للعرائس وكانت الشخصية الرئيسية في العرض شخص ماكر ومخادع يسمى Pulcinella ، وهو عادة على خلاف مع السلطة ، وكان لشخصيته جذور مستمدة من شخصية المهرج الروماني وعصا البلد الهزلي ، ومن الممكن العثور على أصول أكثر حداثة إلى Pulcinella ، وهي شخصية ظهرت في ” كوميديا ديلارت ” الإيطالية في القرن السابع عشر ، ليس من المؤكد من كان أول شخصية لـ Pulcinella ، على الرغم من أن أول من اشتهر بأديته هو سيلفيو فيوريللو ، الممثل الكوميدي المحترف الذي كان يؤدي في بداية القرن السابع عشر في التمثليات التصويرية ، وكان يصور على أنه كبير الحجم ، وداكن البشرة ، وذو مظهر ردئ ، يرتدي قميصًا أبيض فضفاضًا وسروالًا ممتلئًا جدًا .

وسريعًا بدأ الممثلون الإيطاليون السفر إلى جميع أنحاء قارة اوروبا ، وأحضروا معهم عرائس دمية Polichinelle ، ومن هنا أصبحت عروض تلك الدمية راسخة في فرنسا بحلول منتصف القرن السابع عشر ، قد يكون أصل المخلوقات السحرية Polichinelle المميتة والبسيطة مقتبسة من الشخصية الإيطالية Pulcinella مع اقتباس من عرض فرنسي سابق يسمى ” الحمقى الحدباء

وفي إنجلترا كان هناك تقليد مشابه ” للحمقى الحدباء ” عندما وصل أول فناني إيطالي بعد استعادة تشارلز الثاني في عام 1660 ، ظهرت أولى الإشارات إلى بونشينيلو بعد ذلك بعامين والتي اختصرت مؤخرًا إلى بانش في كتابات الكاتب الإنجليزي صامويل بيبس .

وبحلول عام 1700 تم عرض دمية ” بانش أند جودي ” في إنجلترا ، وكانت زوجته ” جوان ” صاحبة شخصية جودي ، شخصية معروفة حيث قام رجال العروض المتجولون بتقديم هذه المسرحيات في المجتمع الريفي أثناء ” المهرجانات ” في الصيف وفي أغسطس وسبتمبر ، وقاموا بزيارة لندن للمعارض في أوائل القرن الثامن عشر ، أصبح بونتش مشهورًا في الأوساط السياسية من خلال استخدام اسم مارتن باول ، وهو رجل مسلح قام بهجوم شنيع على روبرت هارلي وحمل العرض اسم حكاية ثانية لحوض توب .

أما في تسعينيات القرن التاسع عشر ، كانت قد فقد فن الماريونيت شعبيته في العروض ، ومع ذلك كان هناك اهتمام جديد بالدمى القفاز المتواضعة ، وفي هذا الشكل من العرائس أيضا أصبح عرض ” بونش أند جودي ” ناجحة ، وكانت الشخصيلات الرئيسية في العرض هم توبي ذا دوج ، والطفل ، والطبيب ، وخادم الزنجي ، والمهرج ، والجلاد ، وشبح جودي ، والسيد جونز ، هيكتور ذا هورس ، والتماسيح ، والشيطان .

وفي النصف الثاني من القرن العشرين في إنجلترا قام أكثر من 50 من لاعبي العرائس المحترفين بتقديم عروض كوميدية باستخدام شخصية بانش ، وقد استمروا في تقديم بانش كشخصية ذات سلوك غريب تحب الخروج على القانون ، ومعاداة الاستبداد ، مختلطة مع كره النساء وذلك بالرغم من الانتقادات المتزايدة التي وجهت لتلك الشخصية .

وفي فرنسا ، كان للـ Polichinelle الدمية تاريخ مماثل لكن انخفضت شعبيته خلال القرنين التاسع عشر والعشرين ، وقد اختفى كشخصية كوميدية ، وحل محله جينيول ، حيث تطورت دمى أخرى من نفس أصول بونش ، مثل Petrushka Petrouchka في روسيا

دراسة فن الماريونيت

يقوم المعهد الدولي للفنون في شارلفيل ميزيير بفرنسا بتدريب والإبداع والبحث في مجال الدمى ، حيث يتم تقديم أسس الماريونيت من خلال المدرسة العليا للفنون الجميلة ” ESNAM ” وهي المدرسة الوحيدة من نوعها في فرنسا ، فنانون الممثلون يتعلمون حرفتهم هناك بعد دراسة جامعية مدتها ثلاث سنوات ، والتي تركز على التعليم القائم على المشاريع ونهج متعدد التخصصات لدمى العرائس ، وكذلك تقدم ESNAM ورش عمل ومركز أبحاث للمهنيين ، بالإضافة إلى برنامج مستمر للجمهور .

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *