ما صنع في الطين ثم احرق بالنار هو
يعد الفخار من أقدم الفنون الخزفية، وأشهرها حتى يومنا هذا، وهو عبارة عن مصنوعات من الطين، يتم حرقها لتصبح صلبة، ويمكن استخدامها فيما صُنعت لأجله، سواء كانت أوعية لتقديم الطعام، أو حفظه، أو قطع ديكورية، أو غير ذلك.
قد تتسائل هل الطين يحرق؟ نعم، يتم حرق الطين حتى يحتفظ بشكله، ويُصبخ الفخار الذي نراه معروضاً في الأسواق بأشكاله وتصميماته المختلفة.
يتم تعريض الطين إلى درجة حرارة تبلغ حوالي 2900 درجة فهرنهايت (1600 درجة مئوية)، بينما تبدأ التغيرات الكيميائة في الطين عند درجة حرارة 900 درجة فهرنهايت (500 درجة مئوية)، عند تلك الدرجة يصبح الإناء الطيني الرطب قوياً، لا ينهار عند ملامسته للماء، كما أن حرق الطين يجعله غير قابل للتآكل عند تعرّضه للعوامل الطبيعية التي قد تجعل المعادن، والمواد العضوية تتآكل.
إذا كان الطين ممزوجاً بمادة أخرى فإنها ستتزجج عن درجة حرارة 2200 تقريباً، أي أقل من درجة الحرارة التي يحتاجها الطين في العادة، هكذا يتم إنتاج جسماً خالياً من المسام، يُطلق على هذا النوع (الخزف الحجري)، أما إذا أضفنا الفلسبار إلى الطين وعرَّضناه إلى درجة حرارة 2000 إلى 2650 دردة فهرنهايت (110 إلى 1450 درجة مئوية)، فإننا نحصل على الخزف، ويختلف الخزف عن الخزف الحجري بأنه أكثر مسامية، وملمسه أكثر خشونة.
إذاً ما الفرق بين الفخار والخزف؟ الفرق يتلخص في شفافية الفخار، ومساميته، وهشاشته، وإعتام الخزف عادةً، وصلابته، وألوانه المتعددة، والمختلفة التي تميزه عن الفخار العادي.
تاريخ صناعة الفخار
يمكننا القول بأن الفخار هو أقدم الحرف اليدوية على الإطلاق، فقد تم اكتشافه صدفةً، سأحكي لك القصة: إن الناس في العصور القديمة لم يكن لديهم صنبور كما لدينا اليوم، فكانوا ينقلون الماء من النهر إلى المنازل في سلال صنعوها يدوياً، فلاحظوا أنهم عندما يملأون الأواني من النهر يترسب بعض الطين، ويجف آخذاً شكل السلة.
من هنا فكروا في صنع الأواني من الطين، وتجفيفها في حرارة الشمس، أو الرماد الساخن، واستخدامها في الأغراض المختلفة، وتشير الأدلة التاريخية إلى أن أول عجلة خزَّاف صُنعت عام 3129 قبل الميلاد في بلاد سومر.
بعدما كان الفخار يُخبز تحت الشمس، أصبح الآن يُحرق في الفرن، وقد كان المصريون القدماء أول من أنشأ الأفران المبطنة بالطوب المصنوع من الطين والقش بغرض عزل الحرارة، كما أنهم أول من قام بتزجيج الفخار، لإعطائه ملمساً زجاجياً لامعاً، خالياً من المسام.
اشتهر اليونانيون كذلك بصناعة الفخار، وكانوا يرسمون على المزهريات الفخارية قصص الأبطال الأسطوريين والبانثيون اليوناني، باللونين الأسود، والأحمر.
في العصور الوسطى اكتشفوا أن خلط الرمل مع الطين يُنتج أواني قوية تتحمل التعرض المباشر للنار، فبدأوا في إنشاء أواني الخَبز بتلك الطريقة، مما يمنع انفجار، أو تشقق الأواني عند تعرضها للنار.
لم يظهر الخزف الحجري إلا بحلول القرن الثالث عشر، حيث بدأ الألمانيون في حرق الطين الناعم بدرجات حرارة أعلى من المعتاد، وهو ما نتج عنه الخزف الحجري المتين، بجدار خالي من المسامات، مما جعله خياراً رائعاً للطهي حتى يومنا هذا، على الرغم من أنهم استخدموه لصناعة قطعاً زخرفية في ذلك الوقت.
تم إنتاج الخزف الصيني المصنوع من مزيج (الكاولين، والفلسبار) لأول مرة في الصين، ولكن بالرغم من جماله، وتهافت خزافين أوروبا وآسيا على تطويره، وأعادة تصنيعه،
إلا أنه كان هشاً للغاية، ويسهل كسره، مما نتج عنه ما يُعرف بـ (الكينتسوغي)، أي تقنية الإصلاح الذهبي، وهي ممارسة تعتمد على إصلاح كسور الخزف الصيني بملأ شقوقه بالذهب، أو الفضة، حتى يحتفظ صاحب الوعاء بالإصلاحات، لتُذَكِّره بسبب كسره.
أنواع الفخار
- لخزفي.
- الحجري.
- الكروي.
- الناري.
- الخزف الصيني (البورسلين).
- الجاف بالهواء.
هناك ستة أنواع من الفخار، أو الطين المستخدم في صناعة الفخار، يختلف المنتج باختلاف نوع الفخار المستخدم في صناعته، إليك أنواع الفخار، أو الطين:
الأول: الطين الخزفي: الطين الفخاري أوالخزفي، هو أقدم وأشهر أنواع الفخار، وأقدمها، يتميز هذا النوع من الطين بلزوجته، ومرونته العالية، لذا يسهل تشكيله، له مظهر بني محمر، يُحرق في درجات حرارة منخفضة، لينتج الأواني المسامية المميزة، التي يمكن استخدامها في الزراعة، ويمكن أيضاً استخدام مواد لتزجيجه أثناء الحرق حتى يحتفظ بالسوائل، ليتم استخدامه في صناعة أواني الطعام.
الثاني: الطين الحجري: يسهل تشكيل الطين الحجري أيضاً، ولكن بعد حرقه يصبح أصلب من الطين الفخاري، مما يجعله مناسباً لصناعة قطع تدوم طويلاً، وأقل مسامية كذلك، مما يجعله خياراً أفضل لأواني الطعام، يتميز بلونه الأبيض، أو الرمادي.
الثالث: الطين الكروي: يحتوي الطين الكروي على محتوى عالٍ من المواد العضوية، ولا يُفضل استخدامه منفرداً، لأنه ينكمش، وقد ينفجر في الفرن بسبب سرعة جفافه، لذا يتم استخدامه عادةً مخلوطاً بغيره من أنواع الطين الفخاري.
الرابع: الطين الناري: يتحمل الطين الناري درجات الحرارة العالية، مما يجعله مناسباً لصناعة القطع الخزفية شديدة الصلابة، والتي تتحمل الحرارة بكفاءة عالية، وهو ما يؤهله لصناعة طوب الأفران، والأفران.
يعتبر الطين الناري من أنقى أنواع الطين الفخاري، كما أنه مظهراً مرقطاً، نظراً لما يحتويه من آثار الحديد.
الخامس: طين البورسلين: يُصنع البورسلين من خليط الكاولين والفلسبار، والكوارتز، يتحمل درجات عالية من الحرارة، فينتج عنه قطعاً ليس لها مسام على الإطلاق، وهو ما يجعله مفضلاً عند صناعة أواني الطعام.
يتميز بلونه الأبيض، ويشيع استخدامه في: (أواني الطعام، والمنحوتات، والأرضيات، والأحواض، والعناصر العمارية).
السادس: الطين الجاف بالهواء: هو الطين الذي يجف في الهواء الطلق، أي أنه يتصلب دون الحاجة لدخوله أفران ِ الحرق، كما أنه أكثر مرونة، ويسهل تشكيله، فهو مناسباً للمبتدئين، والطلاب، ليتمكنوا من العمل بدون الحاجة إلى معدات متخصصة، ولكنه لا يكون صلباً بالشكل الكافِ، وسيتطلب عناية فائقة.
اين يباع طين الفخار
طالما أنك تتسائل الآن من أين يمكنني شراء الطين؟ وتقول في نفسك أريد أن أُجرب، فأهنئك، لقد وقعت في حب ذلك الفن الراقِ، يمكنك البدء الآن، ولن تحتاج في النهاية سوى طين سهل التشكيل،
ويمكنك شراؤه من هنا، يقدم عالم الهوايات جميع الأدوات والخامات التي يمكنك استخدامها في صناعة القطع الفخارية، سواءاً كنت تود صناعتها لتُستخدم في الديكور، أو للطعام، والشراب.
يمكنك أيضاً تجربة الطين الذي يجف في الهواء، فلم تحتاج إلى حرقه، اشتري الأبيض من هنا، و اطمئن فهو يجف ببطء حتى تتمكن من تشكيله.
بعد أن تكتشف شغفك بتشكيل الطين، ابدأ في شراء المزيد من الأدوات، والخامات، وابتكر، قد يصبح مشروعاً فيما بعد.