ماذا يقصد بفن التوشيح أو الاربيسك

يقصد بفن التوشيح أو الاربيسك التوريق وهو ما أطلقه المؤرخين الغربيين من لفظ أجنبي وليس عربي عن أحد نماذج الزخرفة الإسلامية.

استخدم الفنان العربي المسلم لفظ التوريق بدلاً من اللفظ الأجنبي أرابيسك “Arab esque”، والتوريق هو اللفظ الذي درج عليه بعض شعوب الدول التي وصلت إلها الحضارة الإسلامية وعلى رأسها إسبانيا وخاصة في مدن إشبيليا والأندلس اللتان ازدهرت فيهما الحضارة الإسلامية بعهد الأمويين، لذا تعد إسبانيا من أوثق الدول صلةً بالحضارة الإسلامية أكثر من سواها.

التوريق كأحد نماذج فن الزخرفة الإسلامية تميز بخطوط الزينة النباتية المختصرة والتي تضم في بنيتها مجموعة متصلة وغير منتهية من البراعم والأوراق، مما يتكرر أو يتقابل بشكل مروحي أو متشابك على أن يكون التكرار مضبوطاً ومدروساً بحيث تتوزع الزخارف بما يضمن ملء الفراغ بشكل إيقاعي منسجم، فتكسو الزخرفة كامل البلاطة الزخرفية دون ان يعلم لها بداية أو نهاية.

أما أنماط الزخارف المتبعة في البلاطة الزخرفية الإسلامية فهي عموماً كما يلي:

  • الأزهار ومنها زهرات (القرنفل – التوليب – الأقحوان – التوليب – السواسن).
  • الزخارف الهندسية.
  • الزخارف الكتابية بالخطوط العربية كـ (الكفي – النسخ – الرقعة – المورق).
  • الأرابيسك أو التوريق التي سبق شرحها.

صناعة الارابيسك لماذا سميت بهذا الاسم

سميت أرابيسك بهذا الاسم لتعلقها بالعرب والمسلمين أو أنها فكرتها من اختراعهم، وهو اسم علم مؤنث لفن الزخرفة أو المنحوتات المطبقة على الزخارف.

أرابيسك كلمة غربية تدل على التتالي في النقش ما عرف به الفنان العربي والمسلم، الذي تبنى التصميم الزخرفي المورق أو المزهر أو الهندسي مما تتالى خلاله العناصر، ظهر فن الأرابيسك في كافة عصور الحضارة الإسلامية كواحد من أهم عوامل التعايش الفني الإسلامي تماماً كإدراج الخط العربي في الزخرفة التي تناولت العديد من الجوانب الدينية كالإيمان والتنوير وكذلك حضرت الطبيعة كتنويع للمضمون الزخرفي.

يتميز أسلوب الأرابيسك بصنفين من الأشكال الزخرفية إما هندسية أو الأنماط المورقة المجردة عن الطبيعة أو المتوفرة على بلاطات زخرفية بهيئة متاهات متناغمة متكررة التفاصيل، وتاريخياً بدأ الأرابيسك من نقش ورق العنب والتين وسعف النخيل وسواها، وظهرت لاحقاً بالزخارف المعمارية كالمقرنصات والبلاط والأفاريز ورسوم الفخار وغيرها.

اشكال فن الأرابيسك

  • دوامة الأبدية.
  • التماثل والهيكل.
  • الإيقاع والتوازن.

توجد عدة أشكال لفن الأرابيسك العربي الأصل مما جاب الدول الغربية والإسكندنافية التي وصلها الإسلام منذ عدة قرون، ومن أهم تلك الأشكال ما يلي:

دوامة الأبدية: وهو تصميم حلزوني تنطلق منه عدد من الزخارف والأوراق الثانوية، ففكرة هذه الدوامة عبارة عن حلزون مركزي يشع حلزونات ثانوية كبذرة النبات النامية إلى ما لانهاية، بحيث يمكن استلهام التدفق المستمر للدوامة الحيوية من حركة الطبيعة المدرجة في الزخرفة، والتي تتميز بخلوها من الأشكال الهندسية والزوايا الصلبة فهي ذات انحناءات لطيفة.

التماثل والهيكل: تبدأ الزخرفة من رسم جزء حلزوني يتجدد ويتكرر حتى ملء المنطقة المزخرفة بالكامل كما في قبة المساجد مثلاً، والتماثل بالتعريف هو النقطة الأساسية للتصميم المتناغم وصولاً للكمال في الوحدة.

الإيقاع والتوازن: كما في اللوحات الفسيفسائية التي يتم ملء السطح منها بشكل متوازن ومتساوي بالملمس تتناغم خلاله الزخارف المتشابهة في الترتيب، فلا يسبق أحدها الآخر أي أنّ التصاميم تتلألأ بالتساوي كموجة البحر، وهو ما ينجم التكرار متناهي الدقة للزخارف.

متى ظهر فن الأرابيسك في التاريخ

في بداية الألفية الميلادية الثانية حيث بدأ الحرفيين والفنانين المسلمين بتكييف فن الأرابيسك التناظري، والتي اعتمدت لاحقاً كنمط رسمي للفن، مما تم خلاله تجريد الصور والتشخيص وأشكال الحيوانات على اختلافها انطلاقاً من المحظورات الدينية في العقيدة الإسلامية، وسرعان ما بات أسلوب الأرابيسك النمط الأساسي في التقاليد الزخرفية المنبثقة عن الثقافات الإسلامية.

انتشر فن الأرابيسك في أوربا مع بدايات عصر النهضة إلى مطلع القرن الـ 19، فبدأ في تلك الحقبة كزينة للمخطوطات والرسومات الجدارية وبعض أنواع الأثاث والأدوات المنزلية المعدنية والفخارية بنقوش مستخلصة من الطبيعة، لكن الأوربيين أدرجوا صور الشخصيات فيما يخصهم من تصميمات الأرابيسك الغربية، بينما تأخر فن الأرابيسك في فرنسا وإيطاليا حتى القرن الـ 15 لاستعمالهم النقوش الرومانية القديمة.

خصائص فن الارابيسك

  • نمط التشكيل.
  • التخطيط والتكوين.
  • الزخارف.
  • الاستخدام والتطبيق.
  • التصميم النموذجي المغذي للبصر.

ظهر فن الأرابيسك في عدد من دول العالم التي امتدت إليها الحضارة الإسلامية، وتميزت كل حقبة زمنية من الإمارات الإسلامية بنمطية زخرفة فنية خاصة في نقوشها، لكن كافة تصاميم الأرابيسك تتحد فيما يلي من الخصائص والمميزات:

نمط التشكيل: الأرابيسك ذو بنية نمطية واحدة شديدة التعقيد، فمهما كان حجم التصميم أو البلاطة “أرضية التصميم” سيكون قطعة فنية واحدة، علماً أن البلاطة ليس لها شكل محدد فقد تكون دائرية أو مربعة أو قُببية، بحيث تنعكس وتتكرر حتى تغطية السطح كاملاً.

التخطيط والتكوين: أي الآلية الخاصة بتوزيع العناصر على نحو يتسم بالتساوي عند السطح والتماثل عند التكرار، ما يخلق التناغم والكمال في اللوحة دون أن يكون لها معالم رئيسية تنطلق منها أو تنتهي إليها أو أي زخارف مهيمنة، وجميع الزخارف سيكون لها المستوى ذاته من الأهمية.

الزخارف: وهي بالغالب زخارف ورقية مستوحاة من أشكال أوراق النبات المجردة تمامًا من التشخيص ومن الطبيعة، وكافة عناصر الأرابيسك هي ذات أصل هندسي كفكرة عامة وممزوج بالنباتات (الأوراق – الأزهار) التي تتداخل وتتشابك.

الاستخدام والتطبيق: كافة نماذج الأرابيسك استخدمت لعدة أغراض فلم يتم التخصيص، ولكن كان أبرزها في أغلفة المجلدات أو تأطير الخط العربي أو في الأفاريز وعلى الجدران والأدوات المنزلية.

التصميم النموذجي المغذي للبصر: فهو حلقة متصلة بشكل متكامل وكل جزء منه أساسي في اللوحة لا يمكن الاستغناء عنه، مما يمتع الناظر خلال تتبعه ببصره للتحقق من استمرارية اللولب الأبدي المستخدم في الخلفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *