لم يقتصر الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية على الرسم فقط

حيث بدا الاهتمام بهذه الفنون منذ اللحظة الأولى لتأسيس معهد التربية الفنية للمعلمين بالرياض في العام 1385 هجري، حين تمّ إدراجها كمواد تخصصية أساسية.

وبمرور الوقت ومع ازدياد الاهتمام بالفن التشكيلي في المملكة، بدأ اتجاه الفنانين يتطور من الرسم والنحت البسيط إلى إدخال مواد مختلفة واستخدام تقنيات متعددة في اللوحات والمجسمات.

لم يقتصر الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية على الرسم فقط

حيث اختار كل فنان الخامة التي تناسبه لتنفيذ أعماله، فقد اهتم البعض بالرخام والنحاس مثل الفنان بكر شيخون، بينما اختار البعض الآخر الأخشاب مع اتباع تقنية القطع المزخرفة مثل الفنان كمال المعلم، أمّا عن الفنان سعد المسعري فقد اهتم بالزخارف المستوحاة من الفنون المعمارية.

وحقيقةً فإنه يمكن القول بأن هذا التنوع في استخدام المواد والتقنيات المختلفة قد ساهم بشكل كبير في تطور الحركة التشكيلية السعودية محلياً وعربياً، حيث ازداد عدد المعارض الفنية المُقامة، بالإضافة لتقديم الدعم والجوائز للفنانين المتميزين، كتحفيز من الدولة على الاستمرار في تحديث الأساليب والتقنيات الفنية المستخدمة بشكل دائم.

متى ظهر الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية

في العام الدراسي 1957/1956 ميلادي، حين أدرجت مادة التربية الفنية في المناهج السعودية.

بدأ الفن التشكيلي في الظهور بالمملكة العربية السعودية في العام الدراسي 1957/1956 ميلادي حين أدرجت التربية الفنية كمادة من المواد التي تُدرّس ضمن المناهج السعودية بمختلف المراحل الدراسية، وكان لذلك أثر كبير وسريع على مجال الفنون في المملكة.

حيث أُقيم أول معرض عام 1958م، والذي شارك فيه العديد من الفنانين التشكيليين من مختلف أنحاء السعودية بلوحات فنية متنوعة، وتبع هذه الانطلاقة قيام العديد من المعارض الجماعية، ثم تطور الأمر إلى إقامة المعارض الفردية في بداية الستينات

من هو رائد الفن التشكيلي في السعودية

يعدّ الفنان السعودي عبد الحليم رضوي من أعمدة الفن التشكيلي السعودي، إذ يعتبر الرائد في هذا المجال بالمملكة، لأنه من أوائل الأشخاص الذين رفعوا راية الريشة واللون في الخليج العربي كاملاً.

ولد عبد الرحيم رضوي بمكة المكرمة في العام 1939م، وقد كان مسؤولاً عن نفسه وأسرته بعد وفاة ولاده عندما كان في السابعة من عمره، مما اضطره للعمل في مجالات مختلفة كالخياطة وبيع الحلويات وغيرها، إلى أن شارك في المرحلة الثانوية بمعرض دولي للرسومات الفنية وكانت لوحته من أجمل اللوحات، فنال جائزة 500 ريال آنذاك، وهذا ما دفعه للسفر إلى إيطاليا ملاحقاً شغفه في الفن.

وبعد سنوات من الاجتهاد في مجال الفنون حصل عبد الحليم رضوي على العديد من الشهادات والدرجات الأكاديمية العالية في مختلف الجامعات المحلية والعالمية، كما أنه شارك في حوالي 101 معرض في العديد من الدول الأوروبية والآسيوية والعربية.

كما ساهم رضوي في إثراء مكتبة الفن السعودي من خلال تقديم مؤلف بعنوان “الحياة بين الفكر والخيال” في العام 1981م، ومؤلف آخر بعنوان “الرضوي في مشواره الفني”، بالإضافة لمشاركته مع الدكتور أبو بكر باقادر وأكرم طشكندي في تأليف كتاب “قضايا معاصرة في الفن التشكيلي والفكر الاجتماعي”.

ونتيجة لهذا الاجتهاد من قِبل الرضوي فقد استحق العديد من الجوائز التي نالها بجدارة بعد مشاركاته في العديد من المعارض العربية والعالمية، واستمر بتقديم منتوجات فنية مميزة إلى أن توفي في سن 67، على إثر تعرضه لنوبة قلبية في العام 2006.

من أشهر فنانين الفن التشكيلي السعودي

لاشكّ أن نصيب المملكة العربية السعودية من الفنانين التشكيليين المميزين بمنتجاتهم الفنية محلياً وعالمياً كان كبيراً جداً، وفيما يلي مجموعة من أسماء أشهر فنانين الفن التشكيلي السعودي:

  • عبد العزيز الحمّاد.
  • محمد الرصيص
  • عبد الجبار اليحيى.
  • يوسف جاها
  • عبد الحليم رضوي.
  • عبد الحميد البقشي.
  • فؤاد مغربل.
  • عبد الرحمن السليمان.
  • عبد الله الشيخ.
  • طه الصبان.
  • عبد الله الشلتي.
  • عبد الله حمّاس.
  • أحمد فلمبان.
  • عبد الستار الموسى.
  • علي الرزيزاء.
  • محمد المنيف.
  • سعد المسعري.
  • محمد السليم.
  • صفية بن زقر.

ما هو السبب في نمو حركة الفن التشكيلي السعودي

يعود السبب في نمو حركة الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية مؤخراً إلى الدعم الكبير للفنون والفنانين الذي تسعى الدولة لتحقيقه من خلال “رؤية السعودية 2030”.

حيث تعمل على توسيع مشاركة السعودية في المعارض الدولية والعالمية، بالإضافة إلى اقتناء المؤسسات العامة للعديد من لوحات الفنانين وعرضها بين أروقتها، كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً هاماً في نمو الفنون، إذ أتاحت إمكانية مشاركة اللوحات الفنية رقمياً مع الجماهير، مما ساهم في رفع مستوى الوعي الفني لدى الناس، عزز التواصل مع محبي الفن التشكيلي السعودي حول العالم.

ما علاقة الفن السعودي بالفن الإسلامي

تأثر الفن السعودي بالفن الإسلامي بشكل كبير نظراً لأن السعودية هي دولة إسلامية في الأساس، فكان لطبيعة المكان نفسه تأثير كبير على الأساليب والتقنيات المستخدمة في الرسم والنحت والتصوير من قِبل الفنانين التشكيليين في المملكة، حيث امتد هذا التأثير إلى الحاضر.

بالإضافة لذلك فإن اهتمام الدولة بالتاريخ الفني الإسلامي القديم لعب دوراً كبيراً في المحافظة عليه، إذ تحتفظ المملكة بالكثير من القطع والمخطوطات النادرة والتي كانت موجودة في الحرم النبوي الشريف، وكذلك الصمديات الإسلامية، والستائر ذات النقوش والزخارف النادرة.

كما أن التصوير الفوتوغرافي أنتج العديد من الصور الرائعة التي تندرج تحت مسمى الفن الإسلامي، حيث
دارت موضوعاتها حول الحجاج والحرمين الشريفين، وأظهرت تفاصيل لا مثيل لها من تلك اللحظات الروحانية والساحرة، وبالطبع فقد كان لفنون النحت والمجسمات تأثراً كبيراً بعمارة الحرم النبوي، والخط العربي فيه، بالإضافة لروعة الخزف الإزنيقي في المحراب والحائط.

وحقيقة فإن هذا التاريخ العريق للمملكة العربية السعودية دفع الدولة للمحافظة عليه وتذكير الناس بشكل دائم به، وتمثّل ذلك من خلال إقامة بينالي الفنون الإسلامية في السعودية، والذي احتضن مجموعة من المنتجات الفنية الإسلامية القديمة والمعاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *