كان للحجاج الأثر الكبير في تطور صناعة الخزف في المدينة

أن الحجاج كانوا يقومون بنقل صناعة الخزف وأشكالها المختلفة، ليس ذلك فقط بل ينقلون جميع التطورات التي تطرأ عليها إلى المدينة المنورة، وذلك خلال أداء فريضة الحج في مكة التي اشتهرت بصناعة الفخار والخزف وكان شعب الجرار هو أكثر الشعوب التي تنتسب إليها هذه الصناعة،

وبالتالي كان للحجاج الأثر الكبير في تطور صناعة الخزف داخل المدينة، الجدير ذكره أن الحضارة العربية سواء قبل أو بعد الإسلام، اشتهرت بصناعة الخزف والفخار بأحجامه وأشكاله وأصنافه، بشكل لا يختلف كثيراً عن ما هو متعارف عليه في الوقت الحالي،

كان للحجاج الأثر الكبير في تطور صناعة الخزف في المدينة

حيث كانت تنتشر هناك الكثير من الحواضر والمراكز المشهورة لإنتاج هذه الصناعات، مثل مدينة الطائف، نجران، مكة، المدينة المنورة وليس داخل المملكة فقط بل في جميع أنحاء الجزيرة العربية، على سبيل المثال مدينة جرش بالأردن، مدينة حيس وصعدة في اليمن.

الفرق بين الخزف والفخار

الخزف: هو الصناعة التي مكوناتها تعتمد على نسبة قليلة من الطين، ونسبة مرتفعة من السيليكا، الكاولين، الفلسبار والكوارتز وغيرها وهو مصنوع من السيراميك والبورسلين.

الفخار: أما الفخار فهي الصناعة التي تعتمد بشكل أساسي على الطين الطبيعي، المواد العضوية والماء.

الجدير ذكره أن الصناعات الفخارية يمكن تحويلها بسهولة إلى صناعات وأشكال خزفية، بإضافة المواد التي تم ذكرها سابقاً، والخزف المصنوع من السيراميك يكون قاتماً وليس شفافاً، على عكس المصنوع من البورسلين الذي يكون خفيفاً وشفافاً.

الكثافة: يمتلك الخزف كثافة كبيرة مقارنة بالفخار، حيث يتعرض لمستويات كبيرة من الضغط أكثر من الطين الفخاري العادي، كما أن المصنوعات الخزفية أكثر قوة وإحكاماً من الطين المستخدم في صناعة الفخار، وذلك بسبب المواد المستخدمة في تصنيعه مثل الكاولين، الذي كلما زادت نسبته، كلما زادت نسبة كثافة الخزف.

الملمس الخارجي الناعم: الخزف أكثر نعومة وسلاسة من ملمس الفخار، وذلك أيضاً بفضل مادة الكاولين الداخلة في تصنيعه.

المسامية: الخزف أقل مسامية من الفخار، لذلك يحتاج الفخار للمزيد من الوقت من أجل عملية التجفيف، لإنه يمتص كميات كبيرة من الماء أثناء تصنيعه، لكن الخزف لا يمتص الماء بنفس القدر.

القوة والمتانة: بسبب الكثافة الكبيرة والمسامية الأقل، يعتبر الخزف أكثر قوة من الفخار، وذلك لأن الفخار يحتوي على نسب كبيرة من الماء وشوائب وبالتالي هو أقل في القوة والمتانة.

تاريخ الخزف على مر العصور

في العهد النبوي والخلفاء الراشدين: كان ظهور صناعة الأواني الفخارية يعتبر مقياساً لتطور المدن من النواحي الاقتصادية، والاجتماعية وأيضاً الدينية، كما ذكرنا من قبل أن صناعة الفخار والخزف تعود لعصور ما قبل الإسلام وانتشرت بشكل كبير وتحولت لصناعة مهمة تناقلها الحجاج من مكة التي كانت من أشهر المدن في هذه الصناعة إلى المدينة المنورة او يثرب في ذلك الحين، والتي تطورت كثيراً هناك نتيجة لخصوبة تربة المدينة وكان يتم تداولها بين المدن المختلفة.

الجدير ذكره أن صناعة الفخار والخزف كانت ترتبط في العصور الإسلامية بمهنة نقل الماء أو التي كانت معروفة بالسقاية، من الدلاء المصنوعة من الجلد، القرب وغيرها، وبعدها تم استخدام الفخار والخزف في صنع أدوات الطعام، كما أن الصناعات الفخارية ظهرت كثيراً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدين، وكانت تتمثل في الفخارة، القلة، الُمزفت والحنتم وغيرها من أسماء الأدوات المستخدمة في ذلك الحين والتابعة للصناعات الفخارية، من أمثلة الصناعات الفخارية والخزف في العهد الإسلامي النبوي والخلفاء هي:

العصر الأموي: كانت الصناعات الخزفية والفخارية التي يعود تاريخها إلى العصر الأموي، والتي تم العثور عليها في أراضي المملكة العربية السعودية، قليلة للغاية مقارنةً بالمشغولات الخزفية التابعة للعصر العباسي، التي كشفت عنهم أعمال التنقيب التي جرت داخل السعودية وتحديداً في منطقة الشمال الغربي، أبرز قطع الخزف والفخار الأموي، التي تم العثور عليها خلال عمليات التنقيب هي:

أواني طبخ فخارية بشكل بيضاوي مضلع، يعود تاريخها إلى القرن الثاني الهجري أي ما يعادل القرن الثامن الميلادي.

  • مسارج زيتية مصنوعة من الفخار.
  • يفخار أملس ومضلع بألوان عجائن حمراء وصفراء.
  • قدور باللون الأسود كانت تستخدم للطبخ.

العصر العباسي: خلال عمليات التنقيب في موقع فيد الأثري بمدينة حائل، تم الكشف عن مصنوعات خزفية وفخرية تعود للعصر العباسي، وهذا العصر تم العصور على الكثير من آثار صناعاته الفخارية والخزفية في الأراضي السعودية، ومن أبرز المشغولات الخزفية التابعة للعصر العباسي:

خزف قلوي أزرق والمزجزج بدرجات الأزرق الفاتح والداكن.

الخزف القلوي الأخضر والمستخدم في تصنيع زبديات وأطباق حجمها صغير، بدون زجزاج، لأنه اختفى بفعل عوامل التعرية،

  • لكن الاطباق الصغيرة يغلب عليها الأخضر بدرجاته الفاتحة والداكنة.
  • أباريق ومزهريات خزفية ومقابض وأكواب.
  • الخزف المبقع الذي تم طلاؤه بالكثير من الألوان.
  • الخزف القصديري الأبيض بتقنيات التقليم أو التبقيع.
  • مصنوعات خزفية ببريق معدني والمسمى بالخزف الفاطمي.

تجربة على تطور اسطح الأشكال الخزفية الإسلامية

التفكير: هي المرحلة الأولية التي تم التفكير فيها بكيفية إعادة تطبيق الزخرفة الإسلامية على الأسطح المختلفة من الخزف والفخار، وبدأت مراحل تطور الخزف الإسلامي باستخدام فرن Luster Glaze، لاستبدال الزخارف القديمة بأخرى حديثة تحمل أيضاً الطابع الإسلامي.

البحث وتصور الرسوم الإسلامية: تم البحث بشكل كبير على الزخارف الإسلامية على المصنوعات الفخارية والخزفية، مثل السلطانيات، الفازات والأطباق وغيرها، والوقوف على أفضل الزخارف والأشكال، بجانب أيضاً تحديد المقاسات التي سيتم العمل عليها.

التشكيل: وهي المرحلة التي تم تشكيل فيها الزخارف الفخارية المصنوعة من الطين ثم تطبيقها على القطع المراد تطوير الأشكال الخزفية عليها.

الزخرفة والتجفيف: يتم تشكيل الزخارف من خلال استخدام حقن حديدية، بوشوش مختلفة، هذه الحقن مثل الأختام لصنع الأشكال الزخرفية بز

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *