عمل الانسان القديم على تزيين الكهوف والاكواخ بالزخارف
كان الإنسان القديم يميل دائمًا إلى التّأمل في كل ما يُحيط به في عالمه البدائي، حيثُ لجأ إلى عنصر التجميل والزخرفة لتزيين الكهوف واستلهمَ رسوماته من الطبيعة المُحيطة به، واستوحىَ منها عدّة خطوط زخرفيّة بدائيَّة فظهرت الكهوف والأكواخ، وحتى البيوت البسيطة مُزيّنة بالرموز والأشكال المُزخرفة المُعبّرة عن عاداته وتقاليده قديمًا.
إلى أن انتقل الإنسان البدائي لتزيين كافة مُقتنياته، وأدواته المُختلفة بمجموعة من الزخارف المُتنوّعة، والرموز التي تحمل دلالات شعبيّة مرتبطة بالحياة الاجتماعيّة قديمًا، كما دخلت الألوان لإظهار جمال زخارفهُم الخاصة، فتم تلوين زخارف جدران الكهوف، والمعادن وغيرها الكثير من مقتنيات الإنسان القديم.
اعتمد الإنسان في الزخرفة القديمة على الموجودات المحيطة به
استلهمَ الإنسان الأشكال الزخرفيّة القديمة من البيئة البسيطة المُحيطة به، كما اعتمد على كل ما يُحيط به من أدوات في بيئته تعبيرًا عن تلك الزخرفة، وكانت العناصر البيئيّة التي استوحىَ منها فنّه في الزخرفة، كالرمال في الصحراء، شكل الجبال، منظر شروق الشمس، كما رسم النباتات والحيوانات وغيرها الكثير من الطبيعة.
يستخدم الفنان القديم في زخرفة البيوت الشعبية اللون الاسود ألوان متنوعة اللون الابيض
كما ذكرنا سابقًا أنَّ عنصر الزخرفة كان مصحوبًا بالتلوين، حيثُ استخدم ألوانًا متنوّعة لتزيين الزخرفة في الكهوف والأكواخ، واستمد أيضًا تلك الألوان وعرِفها جيدًا من الطبيعة المُحيطة به، كما كانت أغلب تلك الألوان معدنيّة، أي مكوّنة من الأكاسيد بعد طحنها، من ثم دمجها مع الغراء الحيوانيّ وزلال البيض، لذا كان من الطبيعي تحلُّل تلك المواد عبر العصور.
كيف كان يرسم الإنسان قديماً
إذ كان يُمسك بالحجر ويشذ به وصولاً إلى الشّكل الزخرفي الذي يّود رسمه، كما اكتشف العلماء الأثريّون أنَّ الإنسان القديم استخدم فكرة التكوين بالنقط، ونفذها من خلال تصميم الخطوط الخارجيَّة للشكل بالنقاط، واعتمد فيها على أعواد النباتات، أو الأعواد الخشبيَّة المُثبت في نهايتها قطعة من الفرو الحيوانيّ.
كان الإنسان القديم يغمس تلك الأعواد النباتيّة أو الخشبيَّة في مادة لونيَّة مع الماء، أو المادة اللونية مع دهن الحيوانات ويبدأ في رسم وتلوين حجر الكهوف وغيره بعد تسويته جيدًا، إذ وُجِدَ رسومات لبعض الحيوانات محفورة في الصخر، كالأحصنة والأبقار.. وغيرها
رسوم الكهوف في العصور البدائية
بدأت رسومات الكهوف وزخرفتها مع الإنسان القديم، عندما كان يستقر في الكهوف وجاء ذلك تحديدًا في عصور ما قبل التاريخ، إذ استلهمَ من بيئته الطبيعيّة كافة الزخارف ولوّنها بعدّة ألوان مُتباينة، واستمرت تلك الفكرة في زخرفة الكهوف عبر العصور المختلفة، حتى وإن اختلفت طرق الزخرفة.
عكس الإنسان القديم معيشته على الكهوف والأكواخ، فرسمَ الحيوانات والنباتات الموجودة في البيئة التي يعيش بها، ويعني هذا الأمر أنَّ كافة أنواع النباتات والحيوانات المُصوّرة على جدران الكهوف قد عاشت في بيئة هذا الإنسان إلى أن انقرضت مع تتابع العصور.
مواضيع ذات صلة
- أنواع الباتيك المعاصر
- أجمل لوحات قماش
- عادة ما تستخدم هذة المدرسة اللون الأسود لتحديد الزخارف
- استعمل الفنانين المعادن المستهلكة مثل
- أنواع الشمع المستخدم في فن الباتيك
- أساليب الطباعة الزخرفية بالتفريغ
لماذا لم يرسم الإنسان البدائي نفسه على جدران الكهوف
أراد الإنسان البدائي أن يُعبّر عن الحياة التي يعيشها، ويترك خلفه آثارًا تدل على بيئته المُحيطة به وكيف استخدم أدوات الصيد وغيرها، كما عبّر عن عاداته الاجتماعيَّة وتقاليده لذا لم يهتم برسم نفسه، بل كانت الزخرفة حينها مُعتمدة على رؤية ما حوله من الطبيعة ونحته وزخرفته على الكهوف والأكواخ الخاصة به.
كان الإنسان في قديم الزمان يرسم على الكهوف باستخدام
كان الإنسان البدائي يعتمد على الأشياء البسيطة الموجودة في بيئته، لتزيين الكهوف والأكواخ، وكان الحجر هو العنصر الأنسب في حفر الزخارف على جدران الكهوف، كما اعتمد أيضًا على الأعواد الخشبيّة لرسم وتلوين الأشكال الزخرفيَّة.
هدف الإنسان البدائي في الرسم هو
كانت الغاية والهدف من رسم الإنسان البدائي تحقيق الهدف النفعي، بمعنى ترك ما كان يفعله خلال يومه، حيثُ صوّر أدوات الصيد، والحيوانات في بيئته المحيطة، وغيرها من الأدوات المُستخدمة في يومه العادي، لذا عكس كيف كان يعيش الإنسان قديمًا، وكيف تأقلمَ مع بدائيَّة البيئة.
استخدم الانسان القديم الزخرفة بالألوان المائية
عرِفَ الإنسان قديمًا الألوان المائية المتنوّعة، وبدأ الأمر عند بناء الأكواخ التي كان يستخدمها للمعيشة، إذ أراد تغطية الحجر بشكله الغير مُهندم، فقام ببناء أكواخه بواسطة طبقة من الملاط لتغطية مظهره السيء، ولم يقف هنا بل اتّجه للبحث عن طريقة لتزيين الملاط، فاستدل على طريقة تحضير الألوان المائيَّة، فكان يرسم الزخارف والنقوش على مادة الأكواخ وهي رطبة ويدمج معها الألوان كي يتسرب اللون إلى طبقة المونة.
ليظهر لون الزخرفة بعد أن تجف الأرض والجدران تمامًا، وصنع تلك الألوان المائية عن طريق طحن المعادن المختلفة، والأكاسيد، من ثم خلطها مع الغراء الحيوانيّ، أو زلال البيض، وظهرت تلك الإبداعات الفنيّة الزخرفيَّة بشكلٍ غير مشهود لدى الإنسان المصري القديم، حيثُ تجلّت الزخرفة الملوّنة وكأنها مصنوعة منذ أيام قليلة، وليست من آلاف السنين.