شرح قصيدة وصف الحمى للمتنبي .. وقصة القائها
نص قصيدة وصف الحمى للمتنبي
نقدم لكم فيما يلي شرحًا مُبسطًا لجزء من قصيدة وصف الحمى للمتنبي وهو الجزء المُقرر للصف السادس الإبتدائي.
شرح الأبيات
وَزائِرَتـي كَـأَنَّ بِهـا حَـيـاءً ” ” فَلَيـسَ تَـزورُ إِلّا فـي الظَـلامِ
يتحدث المتنبي عن الحمى التي أصابته مُشبهًا إيها بالإنسان الحيي الذي يمشي في الأرض ليلًا لقضاء حوائجه حرجًا أن يراه الناس.
بَذَلتُ لَها المَطـارِفَ وَالحَشايـا ” ” فَعافَتهـا وَباتَـت فـي عِظامـي
يَضيقُ الجِلدُ عَن نَفسـي وَعَنهـا ” ” فَتوسِـعُـهُ بِـأَنـواعِ السِـقـامِ
يوضح المُتنبي حسن ضيافته للحُمى بتبديل الفراش لها والوسائد لها لترتاح بعيدًا عنه إلا أنها تزهدها وتسكن عظامه فتألمه وتُضيق أنفاسه وتُزيده مرضًا فوق مرضه.
كَأَنَّ الصُبـحَ يَطرُدُهـا فَتَجـري ” ” مَدامِعُـهـا بِأَربَـعَـةٍ سِـجـامِ
ولكن بمجرد أن يأتي الصبح تذهب عنه الحمى حزينة لتركه تملئها الدموع حسرة على فراقه.
أُراقِبُ وَقتَها مِـن غَيـرِ شَـوقٍ ” ” مُراقَبَـةَ المَشـوقِ المُستَـهـامِ
يكمل المتنبي وصفه لمشاعره حالة المرض فيقول:
أنا أراقب ذهاب الحمى عني ومغادراتها لي كل صباح على وعدٍ منها أن تأتيني ليلًا مرة أخرى، انتظر ذهابها بشوق المُحب للقاء محبوبه غير أني أنتظر العافية لا الحب وفي ذلك سخرية.
وَيَصدُقُ وَعدُها وَالصِـدقُ شَـرٌّ ” ” إِذا أَلقاكَ فـي الكُـرَبِ العِظـامِ
وتصدق الحمى في وعدها وتأتي شاعرنا ليلًا مرة أخرى والصدق هنا شرًا حيث يأتي معه الألم والعذاب والشدة في العظام.
أَبِنتَ الدَهـرِ عِنـدي كُـلُّ بِنـتٍ ” ” فَكَيفَ وَصَلتِ أَنتِ مِـنَ الزِحـامِ
الأساليب اللغوية بالنص
كَأَنَّ الصُبـحَ يَطرُدُهـا فَتَجـري ” ” مَدامِعُـهـا بِأَربَـعَـةٍ سِـجـامِ
أُراقِبُ وَقتَها مِـن غَيـرِ شَـوقٍ ” ” مُراقَبَـةَ المَشـوقِ المُستَـهـامِ
- الأسلوب اللغوي: الخبر.
- الغرض من الخبر: إيضاح خوفه وجزعه من الحمى وفرحته بقدوم الصبح لزوالها عنه.
أَبِنتَ الدَهـرِ عِنـدي كُـلُّ بِنـتٍ ” ” فَكَيفَ وَصَلتِ أَنتِ مِـنَ الزِحـامِ
- الأسلوب اللغوي: النداء باستخدام الهمز في كلمة أَبِنتَ
- الغرض من النداء: الحسرة
استخدم المتنبي الهمزة للنداء في غير معناها على سبيل الحسرة والأسى على نفسه مما أصابه من المرض.
الأساليب البلاغية بالنص
وَزائِرَتـي كَـأَنَّ بِهـا حَـيـاءً ” ” فَلَيـسَ تَـزورُ إِلّا فـي الظَـلامِ
الأساليب البلاغية في البيت:
- أسلوب القصر بأداة النفي ليس و أداة الاستثناء التي تليها إلا.
- تشبيه الحُمى بالإنسان الحيي الذي يمشي في الليل لقضاء حوائجة حرجًا من أن يراه الناس.
- تأنيث الزائر تشبيهًا للحُمى بالفتاة الخجولة الزائرة في ظلمة الليل لحبيبها خوفا من عيون الناس وألسنتهم.
- النغم الموسيقي حيث رد الشاعر كلمة زائرتي التي في عجز البيت على صدره في كلمة تزور.
كَأَنَّ الصُبـحَ يَطرُدُهـا فَتَجـري ” ” مَدامِعُـهـا بِأَربَـعَـةٍ سِـجـامِ
الأساليب البلاغية في البيت:
- تشبيه الصباح بأنه إنسان يَطرد
- تشبيه الحُمى بإنسان يبكي ويُطرد ويشعر بالحسرة والفراق.
أُراقِبُ وَقتَها مِـن غَيـرِ شَـوقٍ ” ” مُراقَبَـةَ المَشـوقِ المُستَـهـامِ
الأسلوب البلاغي في البيت:
- أسلوب التضاد في مشاعر الشاعر للحمى ومشاعر المحبوب لمحبوبته
- أسلوب السخرية في قوله مُراقَبَـةَ المَشـوقِ المُستَـهـامِ فالأصل من الشطر الأول بالبيت أنه يكرهها وينتظر ذهابها عنه شوقًا للراحة والصحة.
وَيَصدُقُ وَعدُها وَالصِـدقُ شَـرٌّ ” ” إِذا أَلقاكَ فـي الكُـرَبِ العِظـامِ
الأسلوب البلاغي في البيت:
- تشبيه الحُمى بإنسان يعد ويوفي بوعده.
- تشبيه الصدق بشئ مخصوص يضر وحذف وجه الشبه.
نوع نص وصف الحمى
شعر وصفي
حيث يقوم المُتنبي بوصف الحُمى وأعراضها بشكل بلاغي رائع، في عدد من السطور التي تتسم كلماتها بالشعر الوصفي.
قصة إلقاء قصيدة وصف الحُمـى
بعد أن فقد المُتنبي الأمل في أن يوفي كافور الأخشيدي حاكم البلاد آن ذاك بتوليه ولاية أو إمارة أخذ على نفسه العهد بالترحال من مصر والخوض في متاهات الصحراء في شهر ذي الحجة 348 هجريًا بحثًا عن طريق آخر وهروبًا من الضيق الذي قد فرضه عليه كافور.
انطلق المُتنبي في اعداد متاعه، ولكنه بمجرد أن هم بالرحيل أصابته الحمى لتبدأ أعراضها في الضرب بجسده من ضعف بالعظام وضيق في النفس وعجز عن الحركة ليبدأ في وصف حاله ومرضه بقصيدة وصف الحُمى.
مواضيع ذات صلة