شرح قصيدة اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ومن قائلها
يعني أن أي عداء بيننا، لا يجب أن يؤثر على الود أو حسن التعامل مع الآخرين المخالفين لنا في وجهة النظر .
يجب أن نعي جيداً أن لكل شخص في الحياة وجهة نظر، أفكار مختلفة وطريقة لرؤية ووزن الأمور، لا نتشابه في الحكم على القضايا والأمور المختلفة في الحياة، لكل منا طريقته، وعيه، ثقافته وعقليته، التي يتناول بها الموضوعات، حتى حالتنا النفسية تؤثر في طريقة حكمنا للأمور، كل ذلك لا يجب أن يؤثر على الود والعلاقات الطيبة بين الناس.
قصيدة اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية
هي القصيدة الشعرية مجنون ليلى .
جاءت عبارة اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، في إحدى أجزاء المسرحية الشهيرة وهي:
ما الذي أغضب مني الظبيات العامرية
ألأني أنا شيعي وليلى أمويـــة؟
اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية
معلومة: يمكنك الاطلاع على مسرحية مجنون ليلى كاملة وأيضاً تحميلها من خلال الرابط من هنا.
من القائل اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية
أحمد شوقي .
قالها من مسرحيته الشعرية مجنون ليلى .
أحمد شوقي هو شاعر مصري الجنسية، ولد في عام 1868، كانت والدته يونانية ووالده من أصول شركسية، بالرغم من الشاعر الشهير رحمه الله ولد في حي الحنفي القاهرة، إلا أنه نشأ وترعرع لدى جده من والدته في قصر الخديوي اسماعيل، لذلك أطلق عليه في بدايته شاعر القصور والأمراء، لأنه تربي بداخلها، حفظ أحمد شوقي جزء من القرآن الكريم وهو في سن الصغيرة من خلال الكُتاب، منذ نعومة أظافره أبدى أحمد شوقي اهتماماً كبيراً بالشعر، حيث كان يحفظ الدواوين، وتلقى شوقي تعليمه في مدرسة الترجمة وهو في سن الـ15، ثم سافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته، على الرغم من أن أمير الشعراء قضى فترة ليست بسيطة من حياته في فرنسا، إلا إن الثقافة هناك لم تؤثر على شخصيته ولم يلفت نظره الأعمال الشعرية هناك، كما كان مولعاً بالشعر العربي هنا، خلال حفل أقيم في عام 1927، اجتمع شعراء وأدباء هذا الوقت على مبايعة شوقي أميراً للشعراء، وذلك لموهبته الفريدة وأعماله التي تنتمي لمدرسة البعث والإحياء الشعرية، وبعد مرور 5 سنوات في عام 1932، فارق أمير الشعراء الحياة، لكن أعماله مازالت خالدة في تراث الشعر العربي.
مشاهير قالوا اختلاف الراي لا يفسد للود قضية
- أحمد لطفي السيد: رائد حركة النهضة والتنوير، الذي تولى عدة مناصب مثل رئيس مجمع اللغة العربية وأيضاً تقلد منصب وزير المعارف، وهو من الأشخاص الذين تنسب إليهم هذه المقولة.
- مهاتما غاندي: جاء على لسان الزعيم الروحي للهند والسياسي الأشهر في العالم، مهاتما غاندي عبارة مشابهة جعلته من الأشخاص الذين تنسب إليهم قول هذه العبارة، حيث قال (الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء)
- محمد أحمد المحجوب: تداول رواد الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أن صاحب هذه المقولة، وهو شاعر وسياسي سوداني تولى من قبل رئاسة مجلس الوزراء في البلاد، ولد في عام 1907وهو محمد أحمد المحجوب.
لكن في أغلب الروايات التي وردت عن هذا القول الشهير، ذكر أن قائل هذه العبارة هو أحمد بك شوقي أمير الشعراء، وكانت عبارة من ضمن النص المسرحي الشعري لقصيدته مجنون ليلي.
اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية بالانجليزي وبالفرنسية
- بالإنجليزية: Difference in opinion doesn’t invalidate the intimacy.
- بالفرنسي: la différence d’opinions ne gâche pas l’amitié.
أدب الخلاف في الرأي
- الديمقراطية وعدم الاستبداد بالرأي.
- الحرص على عدم فقد الود والحديث اللطيف.
- الابتعاد عن الاستخفاف بآراء الآخرين.
- التعبير عن أفكارنا بحرية شديدة دون إهانة الغير.
- الأراء ووجهات النظر يجب أن تقوم قائمة على أسس وليست الأهواء.
- الالتزام بالموضوعية في أدب الحوار وخاصةً عند الخلاف في الرأي.
- تطبيق أداب وأسس الحوار والنقاش.
الديمقراطية وعدم الاستبداد بالرأي: من أهم قواعد أدب الخلاف في الرأي، هو الالتزام بمبدأ الديمقراطية، وهو أن لكل شخص رأي وعقلية وثقافة مختلفة، وله الحق التعبير عنها دون قمع أو استبداد من المحيطين، غياب الديمقراطية عن الحوارات والنقاشات، تؤدي لاحتدام الخلافات بين المشاركين وأيضاً استبداد وتشبث كل واحد برأيه.
الحرص على عدم فقد الود والحديث اللطيف: وهو مبدأ العبارة الأساسية موضوع المقال، أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، الاختلاف لا يعني الغضب، لا يعنى العداء، لا يعني الكره والحقد، لا يعني علاقات سيئة ومشحونة بين الناس، الود هو الأساس في اي حوار.
الابتعاد عن الاستخفاف بآراء الآخرين: من الأخطاء المدمرة لأي نقاش وتفسد الود بالفعل، هو الاستهزاء والتقليل من رأي الشخص المخالف لنا، حتى لو كان الأخر لا يتمتع بخلفية قوية تدعم وجهة نظره، لا يجب أن نقابل ذلك بالاستهزاء والاستخفاف أو الوقوف على زلات اللسان والهفوات، ونهانا ديننا الحنيف عن السخرية والتقليل من شأن الأخرين، وجاء ذلك النهي صريح في سورة الحجرات، في قول الله سبحانه وتعالى (لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكنَّ خيراً منهن).
التعبير عن أفكارنا بحرية شديدة دون إهانة الغير: معنى اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، هو أن نعبر عن آرائنا دون خوف وبحرية شديدة، لكن دون إهانة الغير وانتقاص قدرهم، الثبات على الرأي ودعمه بثقة لا يتنافى أبداً مع ترك مساحة للغير للتعبير عما يدور بعقولهم وما يؤمنون به.
الأراء ووجهات النظر يجب أن تقوم قائمة على أسس وليست الأهواء: طرح الأفكار والدفاع عنها بدون أسس سليم وقواعد منطقية، من الاخطاء التي نرتكبها، أدب الخلاف في الرأي يتضمن قوة حجة الرأي، التي تستند للبراهين والأدلة وليست الأهواء الشخصية.
الالتزام بالموضوعية في أدب الحوار وخاصةً عند الخلاف في الرأي: الموضوعية هنا تعنى الابتعاد عن العنصرية والتطرف في طرح الأفكار ووجهات النظر المختلفة، وأن نبتعد أن فرض رأي الأكبر سناً، لمجرد أنه فقط الأكبر سناً، الأراء يتم طرحها بحرية دون فقد الود مهما كان السن، الجنس أو الديانة أو الطبقات الاجتماعية المختلفة، لكل شخص رأيه يحق له التعبير عنه، مستخدماً أدب الحوار، بغض النظر عن هذه الاعتبارات.
تطبيق أداب وأسس الحوار والنقاش: من اداب الحوار، الانصات والاستماع الجيد للأخرين، عدم رفع الصوت للدفاع عن الرأي، اعطاء المساحة للجميع خاصةً في النقاشات الكبيرة، ومن أسس الحوار أيضاً الاستفادة من التجارب التي يمتلكها الأشخاص الأكبر معرفة وتجربة، بجانب اختيار الأسلوب المهذب والكلمات اللطيفة لإيصال الرأي، وفي حالة الجدال، يجب أن نتبع الآية القرآنية الكريمة، التي وردت في سورة النحل (وجادلهم بالتي هي أحسن)، من المهم إظهار سماحة القول والتعبير عند الجدال أو مناقشة وجهات نظر والأفكار المختلفة.
مواضيع ذات صلة
- كتب الشاعر غازي القصيبي قصيدته في رثاء من
- القيمة الواردة في البيت الأول من قصيدة الجبل الأشم
- قصائد عنترة بن شداد في الشجاعة
- أشهر شعراء عصر صدر الإسلام
- الناس للناس مادام الوفاء بهم
- اشتهر شعراء شبه الجزيرة العربية بالمعلقات السبع