بيت شعر عن المعلم القدوة

بيت شعر عن المعلم القدوة

إليك بيت شعر عن المعلم القدوة:

وأنت كالبدر في الليل البهيم فكمْ * أنرت بالصَّبر درباً تاجه الشغفُ.

هكذا وصف سعد الشمري في قصيدته “نبض المعلم” المُعلم الذي يؤدي رسالته بتعليم الطلاب وصبره عليهم بأنه ينير بهذا الصبر الدروب بعد ذلك، وإن تعليم العم هو أجل الفضائل وأفضل ما قد يقدمه الإنسان لأن العلم هو أساس الحضارة والعلماء هم ورثة الأنبياء وخزان العلم.

فإن أردت أن ترفع من شان أمة فأرفع من شأن العلم والمعلمين، وقد لهم احترامهم وهيبتهم لفضلهم عليك وعلى سائر الامة والمجتمع، وقد وصف الشاعر الشمري في قصيدته فضل المعلم على الأمة كفضل الشمس على سائر النجوم قائلًا:

العلمُ في ساحةِ الميدان يعترفُ * بأنّك البحرُ منك الكلّ يغترفُ

وأنك الغيث يُسقى أنفساً عطِشت * وفيك وجْهُ ظلامِ الجهل ينكشفُ

يا منبعَ العلم قد أحييت أفئدةً * فأصبحتْ بشعاعِ النور تتصفُ

قد نِلت في محكم التَّنزيل منزلةً * يا من بحكمته الأحلامُ تأتلفُ

حدائقُ العلم قد أرويتها مُزناً * فأنتَ كالشّهد منك الحبّ يرتشفُ

وأنت كالبدر في الليل البهيم فكمْ * أنرت بالصَّبر درباً تاجه الشغفُ

أبليتَ يا غيمة جاء الوفاءُ بها * أنقذت عقلاً ببحر الجهلِ ينجرفُ

إن المعلم أصداف مُذهَّبة * يُحيطه الدرُّ والياقوتُ والصَّدفُ

فالعلم قد طاف بالأبواب أجمعها * لكنّه مرغماً في بابه يقفُ!

يا طالبَ العلم واقطفْ حِكمةً زُرِعتْ * ألونُها في طريق النُّور تختلفُ

واسكب حياءَك في كأسِ الوفاء لِمن * أهداك حرفاً لعمري إنه شرفُ

يا طالبَ العلمِ غرِّد وانتزع قلماً * واجعل جيوشَ الضلال اليوم ترتجفُ

واكتبْ على هامة التاريخ ملحمةً * ألحانها أنشدتنا أنَّك الخَلفُ

إنَّ المعلمَ شمس في الدُّجى سطعت * وروحه بجمال العلم تلتحِفُ

ماذا أسطِّرُ والأفلاك شاخصةٌ * ماذا أقول وفيك الحرف ما يصِفُ؟!

لو فكَّر الشِّعر أن يُهديك أوْرِدةً * أصابَ مِعصَمه الخذلان والتَّلفُ

إنَّ المُعلِّم لا يجزي فضائله * إلا الذي سَبَّحتْ في حمده الصُّحُفُ!

شعر عن المعلم أحمد شوقي

تعد قصيدة أحمد شوقي -رحمه الله- عن المعلم من أكثر القصائد شيوعًا لم حوته كلمات شوقي من تبجيل واحترام وتقدير لمكانة المعلم ومنزلته وقدره بين الناس حتى أن شبهه بمنزلة الرسل لما يقدمه المعلم من رسالة الأخلاق والعلم.

وإليك جزء قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي عن المعلم:

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا * كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي * يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا

سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ * عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى

أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ * وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا

وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً * صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا

أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً * وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا

وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً * فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا

عَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا * عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا

وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ * في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا

مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت * ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا

يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ * بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا

ذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم * وَاِستَعذَبوا فيها العَذابَ وَبيلا

في عالَمٍ صَحِبَ الحَياةَ مُقَيَّداً * بِالفَردِ مَخزوماً بِهِ مَغلولا

صَرَعَتهُ دُنيا المُستَبِدِّ كَما هَوَت * مِن ضَربَةِ الشَمسِ الرُؤوسُ ذُهولا

سُقراطُ أَعطى الكَأسَ وَهيَ مَنِيَّةٌ * شَفَتَي مُحِبٍّ يَشتَهي التَقبيلا

عَرَضوا الحَياةَ عَلَيهِ وَهيَ غَباوَةٌ * فَأَبى وَآثَرَ أَن يَموتَ نَبيلا

إِنَّ الشَجاعَةَ في القُلوبِ كَثيرَةٌ * وَوَجَدتُ شُجعانَ العُقولِ قَليلا

وقد شبه شوقي المعلم بالرسول لأنه يحمل رسالة ويقدمها فهو يحمل رسالة العلم للطلاب ورسالة الأخلاق للأجيال فكل من حمل الرسالة فهو رسول حتى يؤديها، وإنما تشبيهه للرسول جاء في المعنى المجازي لعِظم مكانة المعلم فكاد يشبهه بالرسل.

كذلك فإن العلماء والمعلمين هم ورثة الأنبياء كما جاء في الحديث النبوي: قال عليه الصلاة والسلام: “إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرِثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ، أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ”.

شعر في مدح المعلم

لَا تَحْقِرَنَّ عَالِمًا وَإِنْ خَلِقَتْ * أَثْوَابُهُ فِي عُيُونِ رَامِقِهِ

وَانْظُرْ إلَيْهِ بِعَيْنِ ذِي أَدَبٍ * مُهَذَّبِ الرَّأْيِ فِي طَرَائِقِهِ

فَالْمِسْكُ بَيِّنًا تَرَاهُ مُمْتَهَنًا * بِفِهْرِ عَطَّارِهِ وَسَاحِقِهِ

سوف حَتَّى تَرَاهُ فِي عَارِضَيْ مَلِكٍ * وَمَوْضِعُ التَّاجِ مِنْ مَفَارِقِهِ

فإن المعلم هو الذي علم وربى وصنع الأجيال وفهم الأخلاق وزرع القيم، فإن مكانة المعلم عظيمة جدًا وإليك بعض النماذج من الصحابة والتابعين وكيف كانوا يُقدرون علماؤهم:

  • حضر زيد بن ثابت -رضي الله عنه- جنازة ولما أراد الانصراف أخد عبد الله بن عباس بالحديدة التي يضع فيها القدم لركوب الدابة، فقال له زيد: أتمسك لي وأنت ابن عم رسول الله؟ فكانت إجابة ابن عباس: إنا هكذا نصنع بعلمائنا.
  • كان الإمام الشافعي -رحمه الله- وهو يجلس في مجلس الإمام مالك – رحمه الله- يقلب الأوراق بين يديه برفق شديد حتى لا ينزعج الإمام مالك.
  • وهذا الربيع بن سليمان يقول عن نفسه: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلىّ هيبة له.
  • نرى هارون الرشيد الذي حكم نصف العالم تقريبًا، يبعث بولديه للغمام الأصمعي حتى يعلمهم، فمر هارون الرشيد ذات يوم ورأي الأصمعي يغسل قدمه وابن هارون يصب له الماء، فقال هارون للأصمعي: إنما دفعت به إليك لتعلمه وتؤدبه أفلا طلبت منه أن يصب الماء بإحدى يديه وأن يغسل قدمك باليد الأخرى!

فإن المعلم له هيبة ووقار لو تنافس عليه أحد ما ناله غيره، وقد تجسد ذلك في قصيدة د. وائل جحا عن المعلم قائلًا:

لولا المعلم ما كان الأطباء * ولا تفنن في الإعمار بنَّاء.

فلتكرموه ولا تقسوا عليه فما * أهانه غير من في عقله داء

داء الجهالة بالإذلال يدفننا * والعلم نور به للمجد إحياء

معلمي سوف تبقى لي السراج وإن * بعدت عني فللأرواح إسراء.

شعر عن المعلم بالفصحى

يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَلِّمُ غَيرَهُ * هَلا لِنَفسِكَ كانَ ذا التَعليمُ

تَصِفُ الدَّواءَ لِذي السَّقامِ وَذي الضَّنا * كيما يَصحّ بِهِ وَأَنتَ سَقيمُ

وَتَراكَ تُصلِحُ بالرشادِ عُقولَنا * أَبَداً وَأَنتَ مِن الرَّشادِ عَديمُ

فابدأ بِنَفسِكَ فانهَها عَن غَيِّها * فَإِذا اِنتَهَت عَنهُ فأنتَ حَكيمُ

فَهُناكَ يُقبَلُ ما تَقولُ وَيَهتَدي * بِالقَولِ منك وَينفَعُ التعليمُ

لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتأتيَ مِثلَهُ * عارٌ عَلَيكَ إِذا فعلتَ عَظيمُ

هذه الأبيات كتبها المتوكل الليثي عن فضل المعلم وأهميته عن طريق نصائح يهديها لكل معلم قد ينسى يومًا أنه يجب أن يكون بمثل الخلق التي يربي عليها الأجيال.

وإليك قصائد شعرية عن المعلم القدوة أيضًا:

  • إنَّ الْمُعَلِّمَ وَالطَّبِيبَ كِلَاهُمَا * لَا يَنْصَحَانِ إذَا هُمَا لَمْ يُكْرَمَا

فَاصْبِرْ لِدَائِك إنْ أَهَنْت طَبِيبَهُ * وَاصْبِرْ لِجَهْلِك إنْ جَفَوْت مُعَلِّمَا.

  • آبَاءُ أَجْسَادِنَا هُمْ سَبَبٌ * لَأَنْ جُعِلْنَا عَرَائِضَ التَّلَفِ

مَنْ عَلَّمَ النَّاسَ كَانَ خَيْرَ أَبٍ * ذَاكَ أَبُو الرُّوحِ لَا أَبُو النُّطَفِ.

  • اصْبِرْ عَلَى مُرِّ الْجَفَا مِنْ مُعَلِّمٍ * فَإِنَّ رُسُوبَ الْعِلْمِ فِي نَفَرَاتِهِ

وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً * تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُولَ حَيَاتِهِ

وَمَنْ فَاتَهُ التَّعْلِيمُ وَقْتَ شَبَابِهِ * فَكَبِّرْ عَلَيْهِ أَرْبَعًا لِوَفَاتِهِ.

مواضيع ذات صلة

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *