اللانهائية تعتبر من مزايا وخصائص الزخارف الاسلامية
اللانهائية تعتبر من مزايا وخصائص الزخارف الاسلامية ، حيث أنك إذا راودتك نفسك مرة لزيارة أيٍّ من المعالم الإسلامية القديمة في بلاد فارس مثل إيران فيمكنك أن ترى الزخارف الإسلامية بشكلها الأصيل والتي تتكون من مجموعة من الأشكال الهندسية الكثيرة مثل المثلثات والمربعات والدوائر.
ستلاحظ شيئًا مميزًا وهو أنك ستتخيل أن هذه الأشكال لا تنتهي بسبب تكرارها اللامتناهي وبطريقة منتظمة للغاية لا يمكن أن نخرج منها غلطة واحدة، وذلك بسبب المسافات المضبوطة بين الأشكال وبعضها، وهذه من أهم خصائص الزخارف الإسلامية الهندسية تحديدًا.
إذا نظرنا إلى الزخارف الإسلامية المختلفة الموجودة في المساجد الإسلامية القديمة في البلاد المختلفة مثل تركيا وإيران سنلاحظ تعقيد هذه الزخارف حتى أننا سنتساءل عن كيفية عملها بهذه الدقة.
الحقيقة أن التصميمات والزخارف الإسلامية لم تكن تلتفت لقدر التعقيد في التصميمات بقدر الالتفات إلى تحقيق أهم خاصية من خصائص الزخرفة وهي التكرار المنتظم اللامتناهي، المصمم بطريقة حرفية ودقيقة للغاية، ورغم أننا يخيل إلينا أن هناك إطارًا يحكم اللوحة إلا أن هذه اللوحة-بالنسبة للمصممين-تمتد إلى اللانهائية وما بعدها.
خصائص الزخارف الإسلامية
الزخارف الإسلامية إذا نظرت إليها في كل بلاد المسلمين ستتخيل أنها واحدة من فرط التشابه بينها وبين بعضها، وذلك لأن الزخارف الإسلامية لها خصائص واحدة، وهي:
خاصية التماثل: خاصية التماثل من أهم الخصائص التي ميزت الزخرفة الإسلامية في كل البلاد الإسلامية، والتي تهدف إلى استخدام أشكال هندسية كثيرة متماثلة وعكس صورها على امتداد اللوحة، فالأشكال تكون واحدة في كل جوانب اللوحة ولكن اتجاهاتها هي التي تكون معكوسة، فيتم استخدام أشكال مثل المثلثات والمربعات بقدر بسيط متماثل في اللوحات البسيطة، أو كثير معقد في اللوحات المعقدة.
ثنائية الأبعاد: يقصد بثنائية الأبعاد أن الأشكال الهندسية التي استخدمت ومازالت تستخدم في الزخرفة الإسلامية معقدة وثنائية، أي أن الرائي لها يحسبها مجسمًا، لذلك لا يمكن تطبيق هذه التصميمات على أسطح مستوية، ولكن هناك فنانين متخصصين في الزخرفة الإسلامية يمكنهم استخدام هذه الخاصية على أسطح مسطحة وبطريقة معقدة ولكنها في النهاية تكون ممتعة للبصر.
استخدام الأشكال الهندسية: من الخصائص المعروفة للزخرفة الإسلامية والفن الإسلامي عمومًا استخدام الأشكال الهندسية بشكل مكثف وذلك لواذع ديني، لأن الدين يحرم استخدام الكائنات الحية أو البشر في الرسم، لذلك يكثر استخدام الأشكال الهندسية وبها تتحقق الخصائص الأخرى.
كيفية إظهار جوهر الإسلام من خلال الفن
أظهر الكثير من الفنانين المسلمين جوهر الإسلام من خلال لوحاتهم والرموز التي استخدموها للتعبير، حيث يمكن إظهار جوهر الإسلام من خلال الفن عن طريق:
التعبير عن جوهر الحياة: يمكن إظهار جوهر الإسلام في الفن الإسلامي واللوحات من خلال التعبير عن جوهر الحياة من منظور الإسلام، فيمكن استخدام الألوان لتصوير وحدانية الله والعبادات التي يجب أن يقوم بها العباد لأن جوهر الحياة بالنسبة للمسلم هو أن يعبد الله حق العبادة، ويؤدي فروضه ويعمل صالحًا.
استخدام الأذكار: استخدم الكثير من الفنانين الفن الإسلامي والزخارف استخدام المسلم الذي يريد إظهار إسلاميته من خلال لوحاته، فاستخدموا الأذكار والأدعية ومثلوها في لوحاتهم، وأكثر من فعل هذا هم الفنانون المسلمون الأندونيسيون، حيث يدخل الفنان إلى لوحته بروحانية المسلم فيظهر ذلك، وبدا ذلك جليًّا في الكثير من اللوحات.
العناصر الأساسية في الفن الإسلامي
هناك عناصر أساسية استخدمها الفنان المسلم في التعبير أثناء رسمه وزخرفته على المساجد والمناطق الإسلامية، ومن أهم هذه العناصر:
الزخارف الهندسية: الزخارف الهندسية هي واحدة من أهم الأشياء التي استخدمت في الفن الإسلامي والزخارف الإسلامية وذلك للابتعاد عن رسم الكائنات الحية التي نهى الإسلام نهيًا صريحًا عن رسمها، كما أن الزخارف الهندسية يمكن من خلالها إظهار الكثير من خصائص الفن الإسلامي.
الأنماط النباتية: الأنماط النباتية أيضًا واحدة من الأشكال التي تداخلت مع الأشكال الهندسية لتكون مميزة للفن الإسلامي خصوصًا، فاستخدمت أنماط نباتية كثيرة يمكن رؤيتها على المساجد الإيرانية والتركية بشكل خاص.
الخط العربي: لا يمكن أن ترى تصميمًا على مسجدٍ وخصوصًا من الداخل إلا أن ترى فيه الخط العربي بأشكاله المتنوعة مثل الخط الديواني والكوفي وخط الثلث، حيث يتداخل الخط العربي مع الأشكال الهندسية والأنواع الأخرى من الفن مما يجعلهم يظهرون الفن الإسلامي بشكل خاص، كما أن الخط الإسلامي نفسه يمكن أن ينفرد بنفسه باعتباره نوع مميز من الفن دون التداخل مع أي أنواع فن أخرى.
المآذن: المآذن والقباب من الأشياء التي ترتبط بالمساجد، لذلك هي مميزة أكثر بالنسبة لفن المعمار الإسلامي، فلا يمكن أن ترى مسجدًا دون قبة أو مئذنة، فهذه الأشياء هي التي تميزه عن دور العبادة الأخرى للمسيحيين والمعابد اليهودية.