الفخار الشعبي يتسم بسماكة الجدران مع عدم الاهتمام بالأساليب الزخرفية

اتّسمَ الفخار الشعبي العربي بعدم اعتماده على الزخارف السطحيَّة، لكنه اهتمَ بضرورة توازن شكله الخارجي ورقة سماكة جدرانهِ، نظرًا لتنفيذه من خلال عجلة الدولاب التي وازنت بين أبعاد الشكل في جميع أجزائه.

الفخار الشعبي يتسم بسماكة الجدران مع عدم الاهتمام بالأساليب الزخرفية

لذا يُمكن القول وبشكلٍ عام أنَّ الفخار الشعبي له عدّة مواصفات مختلفة، كإهماله للأساليب الزخرفيّة واعتماده على الطلاء الملوّن ورقة سماكة الجدران، وغيرها من الأساليب التي ظهرت على سطحه الخارجي، لهذا السبب انفرد بشكلٍ مختلف عن خزفيات الدول غير العربيّة.

من مراحل تطور الشكل الخزفي

تطوّرت صناعة الخزف “الفخار” على مدى قرون عديدة، كما اختلفت سماته بعض الشيء من دولة لأخرى، إذ تركت كل دولة بصمتها الخاصة في صناعة الفخار الشعبي العربيّ، وكانت مراحل تطوّره من العصر البدائي البسيط إلى أوج ازدهاره في وقتنا الحالي:

الفخار البدائي: من اسمه “البدائي” أي بدائيات تشكيل الفخار، عندما كان يُصنع من الطين كاكتشاف أوّلي جديد على الإنسان البدائي، فتم تشكيله يدويًا بطريقة عشوائية بواسطة حجر لعمل تجويف داخلي في الطّين، مما أدى لظهورهِ بجدران سميكة لافتقاد أدوات الترقيق وبدائيَّة الخبرة في عمليات التسوية.

فخار شعبي: مع مرور الوقت بدأت معرفة وخبرة الإنسان البدائي في التطوّر نتيجة لكثرةِ تجاربه، لذا ظهرت أشكال الفخار الشعبي أكثر تناسقًا، وترتيبًا اعتمادًا على بعض الأدوات المُخصصة لاتزان أبعاد الشكل لتظهر الأواني بشكلٍ مُتقن، أشهرها عجلة الدولاب والقوالب الجصيَّة.

اتّخذَ الفخار الشعبي من طِباع وعادات كل مكان، إذ استمدَّ الحرفيون من البيئة المُحيطة أشكالهم الخاصة في الأواني الفخاريَّة، لذا ظهرت أنواع مُختلفة من الفخار الشعبي تبعًا لكل مكان أو دولة إسلاميَّة عربيَّة، على سبيل المثال:

فخار شعبي سعودي: تم تصميم الفخار الشعبي لاستخدامه في الاحتياجات اليوميَّة، لهذا السبب لم يُركّز الحرفيون على الأساليب الزخرفيَّة التي ظهرت مثلاً على الفخار الإسلامي العربي، وكانت أبرز القطع الفخاريَّة في تراث المملكة مُتمثلة في صناعة الدوارق – فناجين القهوة – المباخر – الأزيار.

شعبي مغربي: اعتمد الفخار الشعبي المغربي أيضًا على النواحي النفعيّة، لاستخدامه بشكل يومي لذا صُنعت الأواني المُخصصة للطهي، وتمامًا كالفخار الشعبي السعودي لم يهتم أصحاب الحرفة بالأشكال المُزخرفة على السطح، فعادةً ما كانت الأشكال الفخاريّة ملساء السّطح غير ملوّنة، كما تميَّزَت الأواني فيه بشكلها المخروطي.

فخار شعبي مصري: كانت القلل أشهر ما انفرد به الفخار الشعبي المصري، إضافةً إلى مجموعة من الأواني المُستخدمة في الطّهي، كما ظهرت جدران أشكاله بشكلٍ سميك نوعًا ما، وكانت شبابيك القلل أكثر ما تميّز به الفنان المصري خاصةً الفن الإسلامي.

بماذا يتميز الفخار الإسلامي العربي

تميَّز الفخار الإسلامي العربي باستخدام الأساليب الزخرفيَّة والألوان، حيثُ اشتهر الخزف الإسلامي بمهارة وحرفيّة كبيرة ظهر ذلك في جدران أشكاله الرَّقيقة الغير سميكة، مع تلوين الأشكال بالطلاء الزجاجيّ الملوَّن خاصةً الطلاء الأزرق اللامع.

ما هو الخزف العربي المعاصر

يُعرف الخزف العربي عمومًا بالأشكال الفخاريَّة المُزخرفة والمُنفردة بشكلها وهيئتها الخارجيَّة، مع مهارة تنفيذها والمحافظة على توازن أبعادها، كما أنّها مجموعة أشكال فنيّة مُستوحاة من البيئة والمكان المُحيط.

طرق صناعة الفخار

صناعة الفخار يدويًا: اعتمدت هذه الطّريقة على تشكيل الطّين بواسطة اليدين، وهي واحدة من الطّرق البدائيَّة التي استخدمها الإنسان البدائي البسيط، إذ كان يُخلط الطّين مع قليل من الماء والتخلُّص من الماء الزائد عن الحد، من ثم يُوضع الطّين في اليدين ويتم تشكيله بالأصابع.

كما تم استخدام بعض الألواح المُستقيمة وتُوضع عليها مادة الطين الممزوجة بالماء لتشكيل الأواني مستطيلة الشّكل، مع العلم أنَّ الفخار المصنوع يدويًا يكون ذو جدران سميكة عادةً، نظرًا لعدم وجود بعض الأدوات المسؤولة عن تسوية الأبعاد وموازنتها.

عجلة الفخار: تُستخدم عجلة الفخار لصناعة الخزف حيثُ تدور ليقوم الحرفيّ بوضع الطين وتشكيله بيديه أثناء دورانها، مما يُساعد على إنتاج أشكال فخاريَّة أكثر اتزانًا في الأبعاد، ذات جدران رقيقة متناسقة بشكلٍ مُتقن، وبعد مرحلة التشكيل تُترك الأواني حتى تجف ليتم إدخالها إلى الفرن تحت درجة حرارة معيّنة.

كانت هيئة أشكال الفخار في عهد بداية الإسلام تتشابه إلى حد كبير مع فخار العصر الأموي

اشتهرت المدينة المنورة بمنطقة (الربذة) بتشكيل مجموعة مختلفة من الأواني الفخاريَّة، وظهرت أشكالها قريبة للغاية من فخار العصر الأموي من ناحية أنواع الفخار والاستخدامات، فكانت القدور نفسها والأباريق، وغيرها من الجرار كبيرة الحجم.

كان للحجاج الأثر الكبير في تطور صناعة الخزف في المدينة

كان للحجاج الأثر الكبير في تطور صناعة الخزف بالمدينة المنورة، نظرًا للمنطقة التي كانت تقع على طريق الحج بين كلاً من العراق والدّيار المُقدسة، إذ كان الحُجاج يأتون بأوانيهم الفخاريَّة وأحيانًا يقومون ببيعها أو تركها، ومن هُنا اكتشف أهل المدينة المنورة صناعة الفخار وأدخلوا عليها بعض التطوّرات.

يتميز الفخار الإسلامي العربي بألوان الطلاء الزجاجي خاصة اللون

تميَّز الفخار الإسلامي العربي بأوانيه الفخاريَّة رقيقة الجدران وأبعادها المُتّزنة، مُزخرفة السّطح الخارجي، كما اهتموا أيضًا بتلوين الأشكال بعدّة ألوان مختلفة، خاصةً اللون الأزرق.

كانت بداية تطور الفخار البدائي من خلال الضغط وتجويف الكتلة الطينية

استخدم الإنسان البدائي يديه في تشكيل الأواني، والأشكال الفخاريَّة ونظرًا لافتقاده لأي أدوات متطورة لتشكيلها كان يتم الضغط على الكتلة الطينيَّة بواسطة حجر لتجويفها.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *