اكد الفن الإسلامي على التجريد في منتجات الفنون الإسلامية
نعم اكد الفن الإسلامي على التجريد في منتجات الفنون الإسلامية، فلقد اتّجه الفن الإسلامي إلى عنصر التجريد والتحوير في منتجات الفنون الإسلاميَّة، ولكن ما هو معنى التجريد الذي اعتمدته الفنون الإسلاميَّة؟ التجريد هو الاعتماد على الجوهر وليس الشكل المُصوّر المرئي، بل يكتفي بتفاصيل الشيء الجزئيَّة الجوهريَّة من صورته الماديَّة،
حيثُ جمع الفنان المُسلم بين الإبداع والإيمان للتوفيق، والتّوازن بين ما هو مُشخَّص ماديَّا، ومُجرّد روحيًا، لإنتاج أعمالاً فنيَّة عالية القيمة، فريدة من نوعها.
اتجه الفنان المسلم الى تجريد العنصر باختصار كثير من التفاصيل
اهتمَّ الفنان المُسلم بالتجريد لاختصار العديد من تفاصيل الشيء المُراد رسمه، إذ كان يهتم بجوهر الشيء وليس مظهره ككل، فابتعد تمامًا عن التّشخيص، وابتكر أسلوبًا فريدًا مُتميّزًا في الزّخرفة التجريديَّة من إيحاء الخط العربي، والأشكال النباتيَّة للزهور والنباتات، وكذلك زخرفة الحيوانات والأشكال الهندسيَّة المتميّزة.
لذا ظهر الفن الإسلامي متحوّرًا عن الأشكال الواقعية، وكأنه مجرّد رسم تجريدي يُظهر جماليَّة الشيء، ولكنه لا يمتلك نفس خواصه الواقعية، وإنما يعكس عُمق فني لجوهر الشيء.
من خصائص الفن الاسلامي سطحية الزخارف والبعد عن الطبيعة والتكرار والمسحة الهندسية
عكس الفن الإسلامي تفكير الفنان المسلم قديمًا وتجريده للأشياء، وظهر ذلك في خصائص الفن الإسلامي خاصةً فن الزخرفة الذي جاء بأسلوبٍ جديد، وجاء واضحًا في الزخرفة الهندسيّة والنباتيّة، فكانت خصائص الفن الإسلامي مُتمركزة على الآتي:
تغطية المساحات: في الزخرفة الإسلاميَّة لم يكن هناك أي مساحات أو مسافات فارغة، وظهر ذلك بوضوح في العمائر والتحف الفنيّة الإسلاميَّة، حيثُ كانت الزخرفة مزدحمة ومتصلة ببعضها لتغطية كافة المسافات.
سطحية الزخارف: نادرًا ما كانت الزخرفة لدى الفنان المُسلم تتسم بالبروز أو النتوءات، إذ فضّل البعد عنهما واعتمد على السطحية خوفًا من وقوعه في عنصر تجسيم الأشياء، بل عوّض ذلك الأمر بملء كافة المساحات والتلوين والتذهيب.
البعد عن الطبيعة والتجريد: اتّجه الفنان المُسلم إلى تجريد الأشياء، والبعد عن محاكاة الطبيعة بشكلها المادي الواقعي، بل اعتمد على عنصر الخيال، وجوهر المادة نفسها وليس شكلها الواقعي في الطبيعة، لخلق مادة فنيّة جديدة ومُبتكرة.
التجريد الزخرفي هو الابتعاد عن النقل الحرفي ورفض المحاكاة من عناصر الطبيعية
يُقصد بالتجريد الابتعاد عن محاكاة الطبيعية في أشكالها الواقعيّة، بل الاعتماد على الحس الخيالي، والتركيز على التفاصيل الجوهريَّة، لإنتاج عنصر فني جديد فريد من نوعه، وهذا ما اتّبعه الفن الإسلامي، فكان يتم نقل الأشياء مُجردة كل التجريد فلا تكاد تتبيَّن من الفروع، والأوراق، والمنحنيات جميعها مُلتفّة ببعضها البعض، وقد يظهر بينها بعض الزهور والوريقات، وقد تخرج الغصون من جذع الشجرة أو الساق، ممتدّة على شكل أقواس، ومُنحنيات والتواءات.
الفن الإسلامي في العصر العباسي
جاء العصر العباسي بعد العصر المملوكي في اتجاه الفن الإسلامي، لذا ظهرت فيه الفنون الإسلاميَّة بشكلٍ مختلف عما سبقها من عصور، والجدير بالذّكر أنَّ العصر العباسي يُعتبر المرحلة الأولى الواضحة في تاريخ الفن الإسلامي، كما اتخذ الكثير من أفكار الفن الساساني، وظهر ذلك في حفائر مدينة سامرا “العاصمة”، وانقسم الفن الإسلامي في العصر العباسي إلى الآتي:
العمارة والنحت: انعكس فن العمارة والنحت على كل الأعمال المعماريَّة الإسلامية العباسيَّة، وانقسمت لعمارة دينيَّة تمثلت في عمارة المساجد، والمدارس، وكذلك عمارة ونحت حربي، انعكس في بناء القلاع والحصون العباسيَّة العتيقة، وأخيرًا العمارة المدنيّة التي شملت القصور العباسيّة، والحمامات، والمباني والمستشفيات… وما إلى ذلك.
وظهرت أبرز أمثلة فن العمارة والنحت في العصر العباسي في بناء المسجد النبوي الشريف، إذ تم على يد المهدي عام 162 هـجريًا، كما قاموا بتزيين الجدران بالزخارف، وصنعوا الخزف المعدني الرائع.
الرسم والتصوير: تمثّلت خصائص الرسم والتصوير الإسلامي في العصر العباسي في شكل الهالات المستديرة الموجودة على رؤوس الأشخاص، إضافةً إلى زخرفة الملابس في الرسومات والطابع العربي في الوجوه، إذ صوّرت الرسومات وعبّرت عن الحياة الاجتماعيَّة حينها.
اختاري الإجابة الصحيحة: هو الابتعاد عن محاكاة الطبيعة التحوير الرسم التجريد
ظهر التجريد في الفن الإسلامي هدفًا للابتعاد عن محاكاة الطبيعة بشكلها الواقعي المادي الملموس، بل كانت الزخرفة مُجردة تمامًا من أصل الأشياء، إنما تعكس جوهرها العميق فحسب، لذا اعتمد فيها الفنان المُسلم على التخيُّل، وتداخل وتشابك الأشكال الزخرفيَّة، فلا يكاد يظهر من الصورة شيئًا يعكس واقعها الأصلي.
من اسس التجريد في الزخرفة
اعتمد الفن الإسلامي على التجريد في فن الزخرفة، ولكن بمعايير وخصائص معيّنة، إذ جاء الفن التجريدي في الزّخرفة بعيدًا عن أشكال الحياة الواقعية كأشكال النباتات والحيوانات وغيرها.. فيتم البُعد عن رسمها وتصويرها حرفيًا.
بل تتم زخرفتها بشكل جوهري عن طريق خواص الزخرفة في تداخل الأشكال الهندسيّة على سبيل المثال وتقاطعها، وتفرع الغصون في الزخرفة النباتيَّة وتشابكها والتفافها حول بعضها البعض، ليظهر عمل فني إبداعي جديد من نوعه.