اتسم هذا النوع من الخزفيات بالرشاقة في شكله ورقة جدرانه

الخزف العربي المعاصر من الفنون الخاصة بفنون الزخرفة والتي تتسم بالرشاقة في الشكل والتصميم، ولقد تم إنشاء العديد من المعارض في بلدان الشرق الأوسط من أجل جمع عرض مميز من الفنون الخزفية المميزة، فقد تم جمع مجموعة من العروض الفنية لأول مرة من فنانين معاصرين من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والدول المحيطة، والذين كانوا يعملون في الأصل في فن الصلصال، وذلك على الرغم من أن الخزف التاريخي في تلك المنطقة معروف ويحتفي به على نطاق واسع جدًا.

اتسم هذا النوع من الخزفيات بالرشاقة في شكله ورقة جدرانه

فلا تزال الممارسات الخزفية الحالية في جميع أنحاء المنطقة غير معروفة، ولذلك تمت إقامة ذلك ذلك المعرض الذي يقوم بعرض مجموعة مميزة وحيوية من الفنون الخزفية العربية المعاصرة، حيث قام المعرض بعرض أعمال تسعة عشر فنان من عشر دول مختلفة،

حيث ينظر بعض هؤلاء الفنانين إلى تقنيات وتصميمات ماضي بلدانهم، كما أنه يساعدهم على أخذ الألهام من جوانب ثقافتهم، بالإضافة إلى أن بعض الفنانين يقومون بأخذ الخزف كوسيلة للرسائل السياسية،

محاور عرض الخزف العربي

ولذلك كان العرض المخصص لعرض الفخار العربي المعاصر أو الخزف العربي المعاصر مقسم إلى ثلاث محاور، وإليك هم:

التقليد: التقليد هنا يُمثل الحوار بين الماضي والحاضر، حيث يسعى الفنانين المتميزين في تقليد الآثار القديمة بشكل جديد ورشيق، فيتعامل عملهم مع أشكال وتصميمات وتقنيات الخزف التاريخي من الشرق الأوسط، واختيار والمواد العلمية المناسبة للعصر مثل صناعة مرشحات المياه التي تعود في الأصل إلى العصور الوسطى.

والتي تم استخراجها في الأصل كآثار من مدينة الفسطاط والتي تُمثل حي الخزافين في القاهرة حتى الآن، كما يستخدم بعض الفنانين المراجع التاريخية من أجل التعليق على القضايا الاجتماعية مثل بلاط عباس أكبري اللامع أو صنع الأواني العثمانية بطريقة عربية ممزوجة بين التاريخ والعصر الحالي.

الهوية: يُقصد بالهوية في الفن الخزفي العربي المعاصر الدمج بين الثقافة والوطنية معًا، فعلى سبيل المثال كانوا قديمًا يستخدمون الكتابة بطرق مختلفة بطرق رمزية يتم من خلالها السعي وراء الحوار بين الشرائع السماوية والثقافات المختلفة، فكان يُعرض الكثير من تلك الرموز على الخزف كشكل من أشكال الممارسات الروحية والتي ظلت حتى الآن، فأصبح الفن الخزفي المعاصر من أنواع الخزفيات التي تتسم بالرشاقة في شكلها ومحاكتها للحياة المعاصرة على رغم قدمها.

السياسة: لقد تم استخدام الفن الخزفي والفخار في التعبير عن الآراء السياسية، فكان يعتبر الطين وسيلة من وسائل الاحتجاج السلمي منذ قديم الزمان، فتم استخدامه بتلك الطريقة في الشرق الأوسط حيث كان حينها منطقة للاضطراب السياسي لأكثر من قرن مضى، فتم التعبير عن ذلك من خلال الأعمال الزخرفية المختلفة التي كانت تعبر عن تغير الديكتاتورين والنفي والرقابة وحتى مكانة المرأة في المجتمع، وبالطبع الزخرفة الإسلامية.

التي كان لها دور كبير في تأصيل الفن الإسلامي والتراث العربي، ولقد تم صنع الكثير من الأعمال الفنية الزخرفية السياسية مثل مزهريات رائد ياسين التي صنعها فنانون خزف صينيون في جينغدتشن والتي مزينة بمشاهد موجودة لمعارك شهيرة من الحرب الأهلية اللبنانية التي شاهدها الفنان أثناء طفولته.

يتميز الفخار الإسلامي العربي بألوان الطلاء الزجاجي خاصة اللون

لقد خلق الخزافون الإسلاميون في العصور الوسطى عالم جديد ومميز من الأواني الفخارية بدايًة من القرن التاسع وما بعده، ولقد تميز الفخار الإسلامي العربي بألوان الطلاء الزجاجي خاصًة اللون اللون الأزرق، لقد ازدهرت حرافية المسلمون في إظهار الفن الزخرفي الإسلامي من خلال تنوع الأساليب المستخدمة وحيوية التصاميم، ولقد اشتهر فن الفخار في مقر الخلافة العباسية في العراق والمحافظات الشمالية الشرقية لخرسان وبلاد ما وراء النهر، ثم بعد ذلك في مصر وسوريا وإيران والمراكز المنتشرة حولها خلال الأراضي الإسلامية.

لقد قام الحرفيون بتحويل الطين إلى أشياء ذات جمال رائع وجذاب لتكون في النهاية تحف فنية فريدة من نوعها، والتي كان من المقرر إنتاجها في أوروبا المسيحية حتى قرون عديدة سابقة، انشغل المسلمون بتقنيات الزخرفة السطحية وذلك على الرغم من إعجابهم بالأواني الحجرية التي بدأ استيرادها من الصين في أوائل العصور الوسطى.

حيث كان في ذلك الوقت هناك فقر لدى المسلمون في كميات الطين شديد الصلابة، ولذلك اتجهوا إلى نهج فني مختلف وهو الأوعية والأباريق الزجاجية وغيرها التي قاموا بصنعها وإطلاقها بألوان ومجموعات مزخرفة مختلفة وعلى رأسهم اللون الأزرق.

تاريخ الخزف الإسلامي

قبل نهاية القرن التاسع كان الحرفيون الإسلاميون قد قاموا بتأسيس تقليد من التألق الجمالي والتقني في الخزف، والذي كان من مميزاته أنه متحمل للاضطرابات الأسرية والغزوات الأجنبية، ولكن عندما أوقفت التغييرات السياسية عملهم قاموا صانعي الخزف بالانتقال إلى مراكز القوة وقاموا بصنع الكثير من القطع الفنية المزخرفة التي ازدهرت وانتشرت في العصور الوسطى، أثر الزمن في الفن الزخرفي الإسلامي، ولكن ليس بالكثير

حيث احتفظ بالتراث العربي الإسلامي وألوانه المميزة حتى الآن، فبشكل عام اتسم هذا النوع من الخزفيات بالرشاقة في شكله ورقة جدرانه مع الاحتفاظ بالتراث الإسلامي العربي القديم والعميق في نفس الوقت، ولكن على الرغم من ذلك تغيرت الأساليب والتقنيات الخاصة بالفن الإسلامي على مر السنين بسبب الانتقال من منطقة إلى أخرى، ولكن ظل الفنانون الإسلاميون متبعين مسارات مشتركة تميز أعمالهم وتجعلها واحدة.

سواء كانت من الحركات الإبداعية العظيمة في فن الخزف أو غير ذلك، حيث قاموا بخدمة جميع المستويات المختلفة من المجتمع، كما أنه تم تصميم أجود أنواع الخزف المصقول من أجل أفراد الطبقات الوسطى الذين كانوا يسعدون بإمتلاكهم لتحف فنية مصنوعة بشكل يدوي بألوان جميلة وزاهية، ولقد تم عرض أجود نماذج الفخار الإسلامي التي نجت من التنقل عبر العصور ونقلها إلى معرض فرير للفنون الخزفية في واشنطن العاصمة في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويعتبر ذلك أحد أكثر المعارض الأمريكية تميز ورُقي، كما أنه يعتبر جزء من معهد سميثسونيان، بالإضافة إلى المتحف الوطني الذي يضم كنوز تاريخ الولايات المتحدة، كما قام فرير بتنظيم ثلاث معارض تقوم بعرض الفن الزخرفي القديم ومنها فنون الصين واليابان، والمعرض الثالث كان مخصص لعرض الخزفيات من العالم الإسلامي.

كانت هيئة أشكال الفخار في عهد بداية الإسلام تتشابه إلى حد كبير مع فخار العصر الأموي

كان هناك القليل من الفخار ذو الجدارة العالية خلال فترة الخلافة الأموية والتي تتشابه كثيرًا مع أشكال الفخار في بداية عهد الإسلام، في تلك الفترة التي ازدهر فيها صناعة الفخار كانت العاصمة دمشق، وكان هناك اهتمام كبير بالفخار وكان الاهتمام الرئيسي لها هو اختلاطه بمشتقات البحر، الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال، كان هناك محاولات عديدة في تجميع الأسلوب التكراري الرسمي المشتق من الحضارات البابلية والآشورية القديمة.

فكانت الزخرفة الطبيعية على الطراز اليوناني والروماني القديم، وذلك كان عندما طرد العباسيون الأمويين وحينها قاموا بنقل العاصمة إلى بغداد، في تلك المرحلة تضاءل التأثير الأوروبي على فن الزخرفة، واستمر الاستخدام الجيد للتقنيات الغربية، ولكن على الرغم من كل ذلك كانت تعتبر الفترة الأموية هي الفترة التكوينية في الفن الإسلامي.

وذلك كان في البداية ولكن على الرغم من أن اللغة العربية كانت هي اللغة الرسمية والدين الإسلامي هو الدين الرئيسي في الأراضي الموضوعة تحت الحكم الأموي إلا أن الفنانون ظلوا يعملون بأسلوبهم هم.

حيث جاء التأثير الفني الرئيسي من التقاليد الطبيعية الكلاسيكية القديمة المتأخرة والتي كانت حينها سائدة على الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، كما أنه تم استكمال ذلك النمط من خلال التطوير البيزنطي والساساني، والذي بدوره قام بوضع أثر كبير على الأعمال المعدنية والمنسوجات وفن التصوير والزخارف الحيوانية والنباتية والتصويرية، ولكن مع مرور الوقت قام الفنانون بتطوير تقنيات وأشكال مختلفة ميزت أعمالهم عن الأعمال السابقة، ومن خلال عمليات التبني والتكيف ظهر نمط جديد للفن وأصبح فن إسلامي صريح وذو نهج خاص.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *